الأربعاء 2024/5/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 27.95 مئويـة
تفعيل الثقافة .. ركن مهمل
تفعيل الثقافة .. ركن مهمل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

لا شك أن الثقافة تعتبر من المعايير الاعتبارية لتمييز الإنسان عن غيره ..فمنذ ابتداء رحلة الخلق ..كانت الثقافة ملازمة للبشر ..معرفة مكتسبة تتنامى بمرور الزمن ..سيما وان الحديث الشريف يقول (مغبون مغبون من تساوى يوماه) ..في إشارة لتنامي المعرفة المكتسبة والتي من المفروض ان يسعى إليها الإنسان ليتمكن من خلالها تنظيم ممارساته وعلاقاته الاجتماعية وفق منظومة تعايشية تألفية ..فالثقافة بمفهومها العام تتظمن العادات والسلوك العامة واللغة والقيم الاجتماعية سواء الاقتصادية او الاعتبارية او التعليمية او الأدبية وغيرها ..فبقدر ماكان عليه المرء حيا لابد له من ثقافة معينة اعتباريا ..فهي كالغذاء البدني ..لابد لكل البشر من ثقافة خاصة كانت او عامة ..وقد تختلف من احد لآخر ..وفق ضوابط بيئية ودراساتية ..وامكانات فكرية ومدارك حسية تحليلية ..يتميز بها الموصوف بالثقافة ..من خلال فهم الواقع والتعامل معه بحكمة ..فينهل المرء منها ويعد اعدادا روحيا وعقليا وتهذيبيا ..حسب قدرات المرء ذاته ..على الاستيعاب والفهم ..والوعي الادراكي لموسوعة الثقافة وتفاعله مع محيطه المجتمعي ..والانفتاح على الثقافات الأخرى ..بيد ان الامر قد لا ينحصر في ما ينهله الإنسان من معطيات الضوابط المذكورة ..فهناك عوامل وان كانت ثانوية لكنها ذي تأثير بالغ الأهمية على الإنسان ..ففي وسط كل تراكمات وتنازعات (قد لا تنتهي) لها فعلتها على سلوكية الإنسان ..فاحيانا كثيرة يجد نفسة في حيرة من أمره ..مما يلجأ إلى غيره فيما ينبغي اتخاذه تجاه مسألة ما ..او حدث معين ..فيحاول الهروب من واقعه لكن دون جدوى ..حيث لا مناة حين مناص ..الامر الذي يبدو له انه فاشل في كثير من مبتغيات التعايش والمواطنه ..كدلالة على مركب النقص لديه ثقافيا ..انها الرحلة التي لم يستثمر مبانيها ولم يجني ثمارها ..فيقف مبهوتا لا يعرف ماذا يصنع ..ويقينا أن التعددية الثقافية لدى الإنسان إذا ما غنمها تجعله قادرا على تقبل الثقافات مهما اختلفت وانتقادها اذا ما تطلب الامر ضمن اطار بيئي موقعي واحد ..ففي بعض الأحيان تجد ثقافات تفرعية في مجتمع ما قد تكون متضادة او متقاطعة ..فالبعض من يرى ان المظهر هو جزء من الثقافة ..في حين البعض الآخر يفهم الثقافة مجموعة معارف مكتسبة بمرور الوقت ..الأمر الذي يجعلها تتنوع وفق نظريات زمكانية الظرف ونمطية الحياة ..لذا لابد من العودة إلى مراجع توعوية أكاديمية كانت او مؤسساتية تربوية وتعليمية لنشر ثقافة موحدة المبدأ خاصة كانت او عامة ..وكذلك منظمات ارشادية مدنية تتصدى لهذا الغرض ..لتنشيط فكر الإنسان وفق برامج ومنهجية ناهضة ترتقي بناصية المجتمع إلى طراز قيم بمستوى الطموح الإنساني ..فالجميع منا يمتلك ثقافة خاصة به ..بيد ان الامر ليس كما ينبغي أن تكون عليه ..فغالبية الناس ..تراه يمتلك للثقافة ولكنه وللأسف لم يفعلها ..انهم يقولون مالا يفقهون ..كالببغاء بل هم أشد ..فالثقافة لديهم مركونة لا أثر لها على تصرفاتهم وتعاطيهم ..لا يستحضرون مفاهيم الثقافة ..والادهى من ذلك انهم لا يستطيعون الخروج من هذا النفق المظلم ..ولعلنا اليوم نعاني كمجتمع من شريحة ذات وزر كبير ..ففي المراحل الدراسية ..عاصرنا البعض من الطلبة ممن اذا ما كان لديه امتحان في مادة ما نراهم يحفظون المادة عن ظهر قلب ..دون أي فهم او تدبر ..أولئك هم (الدراخون) ..انهم لا يعون ما يقولون ..شاهد الكلام ..انهم بالتالي ينالون درجات عاليه تؤهلهم للنجاح بامتياز ..وتلك هي الطامة الكبرى ..إذ ان الكثير منهم يتصدرون مناصب عليا بحكم شهاداتهم ..ويحسبون انهم مثقغون .

 

 

المشـاهدات 66   تاريخ الإضافـة 15/04/2024   رقم المحتوى 43755
أضف تقييـم