الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 27.95 مئويـة
عيون المدينة مداخلة
عيون المدينة مداخلة
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عزالدين المانع

 

في ( مداخلة ) مسهبة ومعمقة شارك فيها الدكتور عبد المنعم سلمان معقبآ على ما ورد في مقالة أشرت فيها إلى ظاهرة اتساع رقعة الجامعات الأهلية ( التي لا تمتلك سوى عناوينها وشهادات معدة للبيع ) وقد تهاونت في ضوابط القبول مما انعكس ذلك سلبآ على سمعة جامعاتنا العريقة التي كانت قد حققت تألقآ ومستوى علميآ رصينآ ومشهودآ ..

 

وفي أدناه نص ( مداخلة ) الدكتور عبد المنعم سلمان معقبآ فيها على المقالة مشكورآ :

 

شكرا للاستاذ عز الدين المانع على هذه المبادرة راجيا منه المعذرة بمداخلتي التالية والطويلة نسبيا بهذا الخصوص. اقول ان معضلات التعليم في كثير من الدول النامية وفي مقدمتها العراق الان معروفة ومشخصة فمنظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم تابعت هذا الامر منذ عقود من خلال التقارير السنوية و البحوث العلمية التي يجريها خبراء متمرسون بهذا الخصوص. كما ان جامعات كثيرة اولت اهتماما لهذا الموضوع كجزء من مادة الدول النامية Developing Countries Studies واوجدت اقساما لتدريس من ضمنها التعليم في هذه الدول. وهنالك مجلات علمية دورية تنشر بشكل مستمر عن اشكالية التعليم في دول عديدة. المشكلة مركبة تتعلق بمشاكل هيكلية/تنظيمية و بشرية ومنهجية وعلى مستويات مختلفة, كالتعليم الاساسي والثانوي والجامعي.

 

- يجب تطوير التعليم الاساسي والثانوي ليكون بجودة عالية تؤهل التلميذ الى امكانية استمراره في الدراسات الجامعية بشكل يتناسب والتخصصات عالية المستوى.

 

- أن يكون التعليم الثانوي متعدد الاختصاصات من علمية وانسانية ومهنية (مثلا في مجال الكهرباء و ميكانيك وكهربائية السيارات والعشرات غيرها) وخلق ثقافة اجتماعية خلاصتها ان ليس من المفترض ان يكون هدف الدراسة هو الدخول في الجامعة وانما تعلم مهنا وخلق كادر وسطي ذو كفاءات عالية البلد في امس الحاجة اليه وهذا عامل رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

 

- الاهتمام بالكادر التدريسي ورفع مستواه نظريا وعمليا الى اقصى الحدود وعلى مختلف المستويات مع التسلح بطرق التدريس الحديثة من خلال دورات علمية وتدريبية عن نظريات التعلم والتعليم التي تشكل محورا رئيسيا في الجامعات العالمية الرصينة. فغاية التعلم ليس التلقين والحفظ وانما ان يتعلم التلميذ التفكير وان يفكر بشكل نقدي ويكون خلاقا في مجال تخصصه.

 

- نشر و استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة في التدريس والبحوث.

 

- الامتناع عن تسييس المؤسسات التدريسية وبرامج التعليم. وأبعاد المواد والكتب المقررة وما الى ذلك وبشكل مطلق عن المؤثرات الدينية.

 

- أعتماد مبدأ القبول المركزي الصارم حتى بالنسبة للجامعات الاهلية.

 

- التعليم ليس سلعة تباع وتشترى بدون ضوابط وقيم وكادر علمي مسؤول. الجامعات الاهلية كارثة يجب استئصالها لان العراق ليس بلدا مؤهلا لهكذا مؤسسات.

 

- عقد اتفاقيات مع الدول التي تستقبل طلبة العراق للدراسات العليا بالتعامل مع الطلبة العراقيين الوافدين لها على مستوى عال من الانضباط والمهنية. وللعلم فأن كثيرا من الطلبة العراقيين الذين يعودون الى العراق من بريطانيا مثلا بشهادات الدكتوراه هم لايستحقون اصلا درجة الماجستير. وهي نقطة اثارتها مرارا دول الكومنويلث مع الوفود البريطانية في الاجتماعات الدورية لمنظمة دول الكومنويلث.

 

- اللغاء العديد من اختصاصات الدراسات العليا في العراق حاليا لان الكادر التدريسي والعلمي الجامعي المشرف على هذه الدراسات ليس مؤهلا اطلاقا لمثل هذا المستوى.

 

- يجب ان تكون الدراسات الجامعية وخاصة البحوث سواءا العلمية منها او الاجتماعية ذات مردود عملي وتصلح لان تكون محركا للتطور الصناعي والتنمية الاجتماعية. أفهم ان بعض البحوث لايمكن ربطها دائما بعجلة المجتمع وحاجاته وانما لغايات علمية بعيدة المدى لكن هذا لا يعفي المسؤولين عن قطاع التعليم من محاولة تقليص المسافة بين الجامعة ومؤسسات الدولة والقطاعين الزراعي والصناعي الى ابعد الحدود.

 

- الاشكالية الاخيرة التي قد تبعث على اليأس هي صعوبة حصول تطور في قطاع معين في المجتمع بدون تطورالمجتمع بمختلف قطاعاته بشكل يذكر بقانون الاواني المستطرقة. ولدينا مشكلة اجتماعية قاتلة, اشار اليها وبحق الاستاذ المانع, وبالتحديد مرض السعي المحموم للحصول على الالقاب العلمية واستعمالها كمؤشر للمنزلة الاجتماعية فقط لا لغايات علمية.

 

تحياتي مع التقدير والاحترام ..

 

 

المشـاهدات 17   تاريخ الإضافـة 20/04/2024   رقم المحتوى 44098
أضف تقييـم