السبت 2024/5/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 32.81 مئويـة
هل هناك حرية للصحافة ؟
هل هناك حرية للصحافة ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عباس الغالبي
النـص :

في اليوم العالمي للصحافة تتجدد لواعجنا في العراق حيال مايطلق عليه بحرية الصحافة ، حيث تؤكد الاعراف والمعايير الصحفية في العالم على حرية العمل الصحفي قانوناً وممارسةً ومهنيةً ، ومادمنا نتحدث عن العمل الصحفي في العراق وبعد الانفتاح الذي ادعى الاحتلال الامريكي للعراق انه توفر لوسائل الإعلام بعد عام ٢٠٠٣ ، نتساءل بعد اكثر من عشرين عاما كمتابعين بل كصحفيبن خاضوا غمار مهنة المتاعب في مختلف وسائل الإعلام،  هل كانت هناك فسحة من الحرية لممارسة العمل الصحفي على أكمل وجه في العراق؟

وللاجابة على هذا السؤال لابد لنا ان نستذكر ونستحضر بألم كوكبة الزملاء الشهداء من الصحفيين وهم يقدمون ارواحهم قرباناً على درب حرية الصحافة المدعاة المزعومة من الاحتلال الامريكي والوضع الجديد في العراق ، حيث عُدَّ العراق في ذيل قائمة دول العالم في صعوبة العمل الصحفي في ظل الديمقراطية وتعدد وسائل الاعلام وانتشارها وتحدثت كثير في المنظمات العالمية عن صعوبة بل استحالة العمل الصحفي في العراق ووصفوا بيئة العمل الصحفي انها بيئة الموت بل البحث عن الموت،  حيث استبدل الشعار والقول الشهير أن الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب وتحول الى مهنة البحث عن الموت ، واصبحت قضية تكميم الافواه هي القضية السائدة في المشهد العراقي وانتعشت في السنوات الاخيرة بشكل غير مسبوق مهنة المحاماة لانتشار الدعاوى في محاكم النشر واصبح مجرد اطلاق الرأي هو قضية تنظر فيها هذه المحاكم( وهنا استثني قضايا التشهير والقذف والتسقيط والاستهداف الشخصي ) ، وهنا لابد لي من القول ان الوضع السؤاسي بمناكفاته العقيمة والوضع الامني بتطوراته الخطيرة وانتشار وشيوع حالات الفساد المالي والاداري بشكل مهول كل هذه التمظهرات ساعدت وبشكل كبير ومتسارع على تقويض العمل الصحفي ناهيك عن استسهال العمل الصحفي من قبل الكثير من دون كفاءة وقدرة ومهنية، في وقت انحسر دور المنظمات ذات العلاقة كنقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الدفاع عن حرية الصحافة في امكانية الدفاع عن الصحفيين وحتى تحديد الضوابط المهنية الحقة للعمل الصحفي منعاً لاستسهال العمل الصحفي من قبل الكثير واصبح الانتماء وقبول العضوية للنقابة مثار سخرية المجتمع من ناحية استسهاله ، فليس الامر بالكمية وارتفاع اعداد اللاصحفيين بل في اختيار النوعية القادرة على الارتقاء بالعمل الصحفي وهذا الامر ساعد بشكل كبير على انحسار دور الصحافة في خلق رأي عام وتجسيد الدور الحقيقي للسلطة الرابعة في ظل البيئة الصحفية المشوبة بالصعوبات الكثيرة.

ومن هنا تراجع الاداء الصحفي في العراق على الرغم من تعدد وسائل الاعلام وكثرتها ناهيك عن عدم الاهتمام بالصحفيبن من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية إلا بحدود الولاءات والترويج والمدح والمساهمة في حملات السياسيين الانتخابية من قبل بعض المحسوبين على الصحفيين ومكافأة هؤلاء بالمناصب الاعلامية والصحفية وهذه الظاهرة تكاد تكون الابرز في المشهد العراقي بعد عام ٢٠٠٣ ، وصمت النقابة أو غض البصر عن مثل هكذا تمظهرات اصطبع بها المشهد الصحفي في العراق وفسح المجال لشيوع واستشراء ظاهرة استهداف الصحفيين الجادين المتصدين لمثل هكذا تمظهرات.

فالحديث عن الصحافة ولواعجها في العراق موجع في اليوم العالمي للصحافة وهو مؤلم في الوقت ذاته للمشهد الصحفي العالمي الذي لايخلو مثل هكذا حالات الا ان الالم يكون كبيرا حين نرى ان بيئة العمل الصحفي في العراق في اخر قائمة الدول الاكثر صعوبة في العراق ونحن نعيش الانفتاح والحرية الصحفية المزعومة.

المشـاهدات 57   تاريخ الإضافـة 04/05/2024   رقم المحتوى 45045
أضف تقييـم