السبت 2024/5/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
تعدد مستويات اللغة في (لائحة باسماء الملائكة)
تعدد مستويات اللغة في (لائحة باسماء الملائكة)
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

علوان السلمان

 

 

القص القصير تسجيل اللحظة باعتماد التكثيف والايجاز الذي يحقق الانزياح اللفظي

اضافة الى توظيف الرمز المشحون بدلالات تفرض على المستهلك(المتلقي) التاويل

من اجل استنطاق الواقع والكشف عنا خلف مشاهده...                                   

 وباستنطاق وتفكيك المجموعة القصصية(لائحة باسماء الملائكة) التي نسجت عوالمها النصية القصيرة والقصيرة جدا انامل منتجتها القاصة خولة الناهي.. واسهمت دار امل الجديدة في نشرها وانتشارها/2021.. كونها توظف لغة ذات مستويات متعددة يجمع بينها الايجاز والتكثيف.. فضلا عن استمداد سرديتها  ومحاورها الدلالية من الواقع الاجتماعي والانساني وانصهارها فنيا ومرجعيا في بوتقة موضوعية...ابتداء من الايقونة العنوانية والنص الموازي الذي يشير الى دلالات تجمع ما بين الموضوع والمكان الملفوظ الذي يشكل احد العناصر الفاعلة  

في تشكيل النص..                                                   

ـ حقا يا استاذ الى اين ستتجه؟ قاطع سائق سيارة الاجرة افكاري بسؤاله...      

ـ منزلي في نهاية هذا الشارع..سنصل قريبا.                                            

اريد الموت في منزلي لو قدر لي الموت وادفن في قبر.. تخيلته دائما قبرا بطابوق احمر مثل قبر اجدادي....اريده بطابوق احمر بلون طين الفرات المشبع بدم الحسين..احمر بلون مياه دجلة الممزوجة بحبر الكتب التي القاها جند هولاكو.. ولا اريد اية كتابات على شاهدة قبري..فما من كلمات ستعبر عن صخب حياتي افضل من الصمت..واستغربت كثيرا لامنياتي لانه من المؤسف ان تختصر احلامنا بقبر../ص11ـ ص12.                                                                       

   فالمنتجة(الساردة) تترجم الاحاسيس والانفعالات بنسج سردي يحقق وظيفته من خلال الفكرة والعمل داخل اللغة عن طريق خلق علاقات بين المفردات بوحدة عضوية متميزة بعالمها المتناسق جماليا مع دقة تعبيرية بالفاظ موحية ودلالة مكثفة بتوظيف تقانات فنية محركة للنص كالرمز السمة الاسلوبية التي تسهم في الارتقاء بعــوالم النص واتساع مساحة دلالته..فضـــلا عن انها تزاوج بين ما هو

ذاتي وما هو موضوعي عبر واقعية الحدث برؤية سردية واعية..فضلا عن        

توظيفها الجزئيات للكشف عن دخيلة الشخصية وتطوير الحدث..وهي تعرض الظواهر الاجتماعية مع تركيزه على الجوانب المعتمة في الانسان الذي يبرز كوحـدة اساسية بتكنيك يكشف عن نفسه من خلال رحلته مع شخـــوصه  باعتماد  

الحوار بشقيه الذاتي(المنولوجي)والموضوعي(الديالوجي)...                                                           

 (كان حلم امجد بسيطا للغاية..فكل ما اراده هو بعض البرودة الشبيهة بجو الثلاجة..فهولم يحلم بان يصيف في ربوع سويسرا او في دول اسكندنافية... 

سمعت مؤخرا ان امنية جارنا القديم وصديق الطفولة قد تحققت بعد قضائه اسبوعا في ثلاجة الطب العدلي..قبل ان يعثر عليه ذووه..بعد حادث اختطاف وقتل لاسباب غير معروفة لحد الان..وهكذا صارحلم امجد حقيقة وهو لم يبلغ الثلاثين بعد...ولكن مهلا..لانستطيع ان نقول انه عاش في ثلاجة لانه ببساطة قد اودع فيها بعد موته..وانا التي اعتقدت ويا لغبائي ان تحقيق الاماني ممكن في بلاد توأد فيها الاجلام وتغتال الامنيات) / ص42..                             

فالمنتجة(القاصة)تلتقط المشهد الحياتي اللحظوي والتعبير عنه بطريقة درامية معتمدة اختزال البنية الفنية واللغوية مع اعتمادها الايحاء والرمز وشاعرية اللغة وكثافتها وبلاغة التاويل وزئبقية الحدث التي  جعلت من نصها منفتحا على قراءات متعددة بسبب تكثيفها ورمزيتها التي توحي بامتداد النص في المخيلة...                                                                      

 (اعتلت المنصة لتلقي قصيدتها الجديدة..وهي لم تنس ان تهدي كلماتها الى الرجل الذي الهمها كل هذه المعاني ومنحها هذا القدر من المشاعر الجميلة فصفق لها جمهور الحضور بكل حماسة..وكل منهم يعتقد انه الرجل المعني بهذا الاهداء..وان كلمات قصيدتها من وحي غرامه..)  /ص53..

فالنص يسبح في المنطقة الفاصلة بين الشعرية والسردية بتوظيف الجمل القصيرة التي تعتمد افعال الحركة(اعتلت/لتلقي/تنس/يعتقد..) ..اضافة الى تحاشيهاالاسهاب معتمدة التكثيف والتركيز المعقلن مع ايجاز ومفارقة قادرة على الادهاش..فضلا عن قيام النص على الحبكة السردية المتشكلة من حدث وشخصية وفضاء مع احتفاظها بتقنياتها الدلالية والفنية والجمالية (التكثيف والايجاز والاختزال الجملي والايحاء والحــذف والاضمار والرمز والضــربة 

الاسلوبية الادهاشية الغير قابلة للتأجيل)..

 (كانت المدينة لم تزل انقاضا وخرائب في معظم مناطقها بعد اكثر من سنتين من انتهاء الحرب..وما زالت بعض الجدران المهدمة تحمل عبارات كتبها الجيش العراقي..وقد اثارت انتباهه احدى العبارات المكتوبة:(الطريق للقدس يبدأ من هنا)من المحمرة..تذكر فرعون اذ قال(انا ربكم الاعلى)..واستغرب كيف صدقته واطاعته العقول المبدعة التي ابتدعت الكتابة الهيروغليفية والكيميائية العجيبة للتحنيط وشيدت ابنية عظيمة مثل الاهرامات...            

 (طريق القدس يبدأ من هنا) اعاد التفكير بهذه الكلمات عله يجد لها معنى لكن دون جــدوى..لكن كلــمة القــدس ذكــرته بوضع فلسطــين ولاجــئي فلسطين..هل سنصبح لاجئين نحن ايضا).. /صص33ـ ص34.               

فالنص يدين الحروب وتكاليفها ومسببيها بتوظيف النص القراني الكاشف عن تسلط وجبروت (فرعون) ومقولة القادة المتسلطين اليوم..وبهذا استحضرت المنتجة(القاصة) الزمن الماضي وتداخله والزمن الحاضر..اضافة الى توظيفها لتقانة التكرار الدال على التوكيد من اجل اضفاء جمال فنيّ وثراءً دلاليّ وإيقاعي وتحقيق بواعثة المتمثلة في الباعث النفسي والايحائي باعتماد لغة يومية..

وبذلك قدمت المنتجة (خولة الناهي) مشاهدات تتناغم بتعاملها مع الموجودات لتقديم رؤية تاملية بعمق عناصرها الفنية من اجل اعادة خلق الواقع وتركيبته.. اضافة الى اعتمادهاالحدث والشخصية والزمكانية.. فضلا عن التكثيف الدلالي كوسيلة لاثارة التأويلات باشغال الذاكرة واعمالها..

المشـاهدات 62   تاريخ الإضافـة 05/05/2024   رقم المحتوى 45150
أضف تقييـم