النـص : غالبا ما تكون لغة الارقام صادقة ولكننا بعد أن رأينا وسمعنا عن سرقات بضخامة سرقة القرن وأمثالها ما عادت لغة الارقام تعطي المصداقية المطلوبة ولهذا نرى إن المرء ليحار في الكثير من الارقام الصادمة التي ترد في سياق الاخبار وأعتقد إن من حق أي مواطن أن يسأل ويستفسر عن صحة هذه الارقام او نفيها من مصدر مسؤول فيوميا تعلن وكالات الانباء عن أخبار تحتوي أرقاما غير معقولة في ضخامتها أو في أبواب صرفها فيومي السبت والاحد الماضيين طالعتنا الاخبار بخبرين الاول يقول صرف مبلغ 3 مليار و450 مليون دينار مخصصات حج لـ 115 نائبا في البرلمان !! والسؤال هنا إن صح هذا الخبر هل الدولة مسؤولة عن صرف مخصصات الحج لأعضاء البرلمان؟ وكما نعرف إن الحج شعيرة عبادية يقوم بها من أستطاع اليها سبيلا كما أمرنا بذلك الله سبحانه وتعالى ونحن نعلم أيضا إن هذه الاموال هي أموال الشعب وإن هناك 72 عضوا دخلوا البرلمان وهم غير منتخبين يعني غير فائزين وإنما حلوا بمكان نواب التيار الصدري المستقيلين!
ثم أليس لهؤلاء النواب رواتب ومخصصات وامتيازات فلماذا تتحمل الدولة تكاليف حجهم المبارك والمبرور إن شاء الله؟
الخبر الثاني هو تصريح للسيد جبار ياور وزير البيشمركة السابق في أقليم كردستنان والذي قال فيه إن عدد حمايات المسؤولين في الاقليم بلغ 60 الف عنصرا وهذا الرقم في الحسابات العسكرية كبير جدا وحتى الجندي المكلف المشاة يعرف ضخامة هذا الرقم لان تعداد فوج المشاة في الجيش العراقي لا يتجاوز ال 1000 جنديا في أحسن الحالات وهذا الرقم يعني ما يعادل تعداد فيلقين مشاة مع ضباطهما و60 الف منتسب يعني رواتب ومخصصات وتجهيز وتسليح فهل هناك جهة رسمية تؤكد أو تنفي وجود مثل هذا العدد الهائل والسؤال الملح إذا كان عدد حمايات المسؤولين في الاقليم وهو يضم ثلاث محافظات 60 الف عنصرا فكم يبلغ عدد عناصر الحمايات للسادة المسؤولين في بقية محافظات العراق؟
أما الخبر الثالث والذي يكاد يتكرر في كل موسم إستلام محصولي الحنطة والشعير من الفلاحين هو فقدان أو إختفاء كميات من الحنطة ويعزى ذلك الى إن الطير يأكلها لان أكثر مخازن الحنطة مكشوفة وليس حادثة إختفاء 752 طنا من الحنطة المستلمة من الفلاحين من مخازن النجف ببعيدة فهي باقية في الذاكرة وأصبحت مادة لتندر المواطنين لضخامة الكميات المختفية والتي اتهمت بها أسراب الحمام في وقتها ظلما وعدوانا .
|