السبت 2025/7/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
الذكرى 155 لتأسيس الصحافة العراقية
الذكرى 155 لتأسيس الصحافة العراقية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

مرت كل تلك السنين من تاريخ العراق وهي تحفل بتاريخ طويل وشهادات عن العراق الحديث ، مذ اسس الوالي المصلح ( كما يسمى) مدحت باشا تاسيس جريدة الزوراء في ولاية بغداد عاصمة العراق ،

وتعاقبت السنين على مهنة توصف (بمهنة المتاعب)  لانها حالة بحث مضنية و دائمة عن الاخبار والأفكار ، التي تجلو فيها الحقيقة وتقدم للجمهور،  حتى وان عدتها السلطات تشهير بها او كشف لأجندتها ، هكذا ولدت الصحافة العراقية مشاكسة ناقدة لا يقبل عليها سوى المفكرين والمخبرين ، والكتاب ورؤساء التحرير المتخمين بالأفكار الليبرالية والقومية واليسارية والمدنية ، فسجلت صحافتنا تاريخا ناصعا ً لأشخاص وأسر امتهنت المتاعب وقارعة السلطات ، وانقلبت على الولاة وعرت  الطغاة وكشفت المستور والمخبوء من الحكايات ' بتاريخ الطبقات الوسطى العراقية المتعاقبة ، التي كانت معين  تلك الصحافة وثقافتها وتوجهاتها، حتى اضحت صحافتنا العراقية  سفر  الوطنية وعنوان تاريخ البلد والمتصدية لكل اولئك الذين ظنوا انهم يحكمونها ،

 او يوظفونها او يسعون للتلاعب بها احيانا لاهداف تريدها الدولة في التعبئة او التغطية على ظروف استثنائية ،

لا تؤرخ الصحافة العراقية بالجواهري وحده نقيبا لها اول العهد الجمهوري العام 1959 ، لانها اختارته لمسيرته في النضال من اجل الحرية ، لكن سبقه العشرات من الصحافيين الرواد الذين عملوا مطلع القرن الماضي وانجزوا  صحفا اخرجوها للنور بمجهود فردي ، كذلك جيش من صحفي الرأي والمخبرين والمحققين ، والطباعين ومصففي الأحرف الرصاص . في حارات بغداد والبصرة والموصل وسواها ، هؤلاء مادة الصحافة العراقية ومونتها ،

خسرت الصحافة العراقية الكثير الكثير من جنودها  الذين عملوا في كنفها جراء الحروب والغزوات والانتفاضات ، وسقط مئات الـشهداء  ، الذين كانوا يبحثون عن الحقيقة ، وجراء عملهم دفعوا فاتورة ذلك حياتهم ، نعم مرت الصحافة العراقية بانتكاسات مهنية وإشراقات تطورية من جهة ثانية ، فلكل زمان دولة ورجال ، لكنها ظلت صحافة قادرة ان تلفظ السيئين وتلوك المتغطرسين والمنتفعين ، وتسحق ماكنتها الضخمة كل ما يعرض المهنة إلى التوظيف تحت اقدام السلطة ، أية سلطة ،

      صحافتنا العراقية ولدت في كنف الحرية رغم ظروفها غبر المتحررة من السلطات  والمغامرين الذين ظنوا انهم يأخذوها لملعبهم تابعة ذليلة للسلطة ، لكنها تولد من الرماد لتعاود دورة الحرية ،

تحية لكل صحافي العراق الشهداء منهم والأموات والأحياء ممن نذروا انفسهم لرسالتها و لوطنيتتا وقيمها العليا ، لعراق موحد حر ديمقراطي ، يمجد الإنسان ويضعه قيمة عليا .تحية للمتصدين للفساد العام والخاص والمختلط  ، فساد يقوض روح المجتمع ويمنع تطوره وانطلاقه نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وهي ظاهرة تتخادم فيها السلطات و تتوافق في مراميها الأجندات ، التي باتت مكشوفة اكثر من ذي قبل ،

المشـاهدات 321   تاريخ الإضافـة 14/06/2024   رقم المحتوى 47803
أضف تقييـم