سمح لمئات الطلبة العراقيين اكمال دراسة الماجستير في اختصاص (ادارة الاعلام) في الجامعات الايرانية ، وسبق ان عادلت دائرة البعثات والعلاقات الثقافية العراقية المئات من الشهادات المذكورة على اساس انها معتمدة لدى الوزارة ومعترف بها بانها صادرة من جامعات رصينة.

في العام الحالي 2024 فوجئ الطلبة بصدور قرار وزاري يوقف معادلة الشهادات العليا الصادرة من الجامعات الايرانية في اختصاص (ادارة الاعلام) على اساس ان هذا الاختصاص لا يتوافق مع اختصاصات الاعلام في الجامعات العراقية التي تنقسم الى (صحافة ـ اذاعة وتلفزيون ـ علاقات عامة ، اعلام الكتروني) ثم ان ادارة الاعلام المعمول بها في جميع الجامعات الايرانية هي دراسة موثوقة شاملة لجميع تفاصيل العمل الاعلامي من الناحيتين المهنية والاكاديمية وبدليل ان وزارتنا سبق ان اعترفت بها فما الذي استجد لتوقف معادلة الشهادات العليا بهذا الاختصاص؟

هيأة الرأي وجدت ان قسم (ادارة الاعلام) لا يتوافق مع اقسام الاعلام في الجامعات العراقية رغم ان مفهومها وموادها متشابهة الى حد كبير ، وصدر القرار بايقاف معادلة الشهادات بهذا الاختصاص من دون ايجاد حلول للطلبة العراقيين الذين توقفوا بمنتصف المشوار ، فسبق ان حصلوا على شهادة الماجستير في هذا الاختصاص وتقدموا للحصول على القبولات الاولية لاكمال دراسة الدكتوراه في الجامعات الايرانية لكن قرار وزارتنا بعدم معادلة الشهادات العليا في هذا الاختصاص جعلهم في منتصف الوادي ، فلا هم منذ البداية لديهم علم مسبق حتى يبحثوا عن جامعات في دول اخرى ، ولا قرار الوزارة اعطى امهال لكي يعرف الطلبة تدابيرهم.

ان قرار ايقاف المعادلة في الاختصاص المذكور واذا كان لا بد من تطبيقه ، فيجب ان يطبق على الطلبة الجدد الذين يريديون اكمال دراسة الماجستير ، فما يزالون في بداية الطريق ، اما من اكمل الماجستير فمن الاجحاف منعه من اكمال الدكتوراه من نفس الجامعة التي تخرج منها ، فحبذا لو يعاد النظر في هذا القرار ويسمح للطلبة الراغبين باكمال الدكتوراه التقديم على نفس اختصاصهم التي تمت معادلة شهاداتهم الماجستير عليها وخلال هذه السنة الدراسية حصراً ، وبعدها فليصدر قرار عدم المعادلة في الاعوام اللاحقة ، فكما تعلمون ان الطالب امضى سنوات وتأقلم خلال دراسة الماجستير مما يجعل الامور اهون عليه من الدخول اول مرة الى بلد غريب ، كما ان هناك اعتبارات مالية وسكنية وغيرها من التفاصيل التي يجد الطلبة ان اكمال دراستهم جامعاتهم ايسر لهم من البحث في جامعات دول اخرى.

كنا نتمنى ان تدرس الوزارة امكانية فتح الدراسات العليا بالجامعات الاهلية العراقية واختيار جامعات رصينة وفق ضوابط وشروط تحددها الوزارة على سبيل التجربة للتخفيف من الاعباء على الطلبة العراقيين و استثمار ملايين الدولارات التي تذهب الى الخارج سنوياً داخل البلد وبذلك يقل استنزاف العملة الصعبة وتحويلها الى موارد للدولة وبنفس الوقت تقل معاناة الطلبة من حيث السفر واللغة والسكن وغيرها من المعاناة.