الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
ابيض /اسود وين رايحين بالعراق!!
ابيض /اسود وين رايحين بالعراق!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مازن صاحب
النـص :

في لقاء جمع عدد من الشخصيات الصحفية نظمه مركز الفراتين على حديقته.. طرحت هذا السؤال على السيد محمد شياع السوداني قبل سنوات من تكليفه بموقع رئاسة مجلس الوزراء.. تفاجأت ان رد الرجل يؤكد صيغة السؤال.. وان هذا السؤال يتكرر طرحه.. وين راحين بالعراق؟؟

اليوم وبعد أكثر من عامين على جلوس السيد السوداني على كرسي رئاسة الوزراء.. إذا ما حاولت إعادة طرح السؤال.. كيف يمكن توقع الإجابات عليه؟؟

قلت إجابات وليس إجابة.. فكل حزب بما لديهم فرحون.. وقياس مقاربة (هرم ماسيلو) للاحتياحات الأساسية عند أي إنسان.. مع تحليل (سوات) للظروف الزمانية والمكانية المؤثرة على تلك الاحتياجات.. يبدو  تذهب الاجابات الى ما يمكن القول :

اولا : يتجه العراق إلى الاستغراق كليا في اتون مطحنة حرب بين واشنطن وطهران. ليس له فيها ناقة ولا جمل.. الا بالقدر الذي يجبر فيه جناح الأحزاب الممثله لولاية الفقيه المالك للسلاح المنفلت.. فبعد فشل حروب اسست فكريا من دون امكانيات مادية شيوعية كانت أم قومية واليوم إسلامية.. من دون فهم طبيعية الصراع وأساليب خوضه.. لان مقارنة إمكانيات إيران في المواجهة مع العراق فيها فرية كاذبة.. وجعل العراق خط صد لإيران في الحرب مع واشنطن المتواجدة في العراق كقوة احتلال تعيد إلى الاذهان تلك الصور عن تقديم سيف( ذي الفقار) لوزير الدفاع الأمريكي.. فيما اليوم ينغمس العراق شاء من شاء وابى  من ابى في مستنقع هذه الحرب.. التي ربما تحرج حكومة السيد السوداني.. ولكنه لن يستطيع الوقوف ضد الجماعات المسلحة التي اجلست احزابها شخصه على كرسي الحكومة.

ثانيا : في حسابات حقيقية لتوظيف ريع النفط في إنجاز أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠.. هناك تقارير طوعية  رسمية عراقية تقدم سنويا الى الأمم المتحدة.. تؤكد قصور التخطيط الاستراتيجي وتقصير العراق في ردم الفجوة بين واقعه في الفقر والصحة والتعليم وبين حالات التقدم التي وصلت اليها الدول المجاورة بل حتى تلك التي لا تمتلك إمكانيات العراق المادية.

ثالثا :ما زالت ملفات الفساد تلكوها الالسن على مواقع التواصل الاجتماعي وشتان بين نفاذ القانون وبين نموذج (أحدث نفسي) لمكافحة الفساد.. حيث يفتقد العراق إلى خطط استراتيجية لتطبيقات معايير الحكم الرشيد وإنتاج ديمقراطية  المواطنة الفاعلة لإدارة المعرفة وتعظيم انتاجية الفرد وفق نموذج الجودة الشاملة.

لذلك اعتمدت حكومة السيد السوداني المضي في محاكاة مواقع التواصل الاجتماعي من دون تأسيس تلك الخطط الإستراتيجية لمكافحة الفساد وهكذا تغيرت مانشيتات الاخبار من دون وقائع.. ابسط مثال على ذلك مشاريع فك الاختناقات المرورية.. مع كونها حالة إيجابية ولكن من دون شفافية الإفصاح عن طرق الإحالة والصرف مقارنة مع مواصفات إدارة المشاريع الدولية ولعل الأمريكية أبرزها.

رابعا :هناك مساعي حثيثة لتحويل اسلوب الإدارة الذي جاء به السيد السوداني الى نموذج (ربادة وطني) يؤسس لتيار سياسي انتخابي.. واطلاق الوعود بأن ما يمكن أن يكون بعد الانتخابات المقبلة افضل مما كان في متوالية نقل صخرة سيزيف في هرطقة أحزاب مفاسد المحاصصة على ظهور جياع العراقيين.. حتى بات هذا النموذج مهددا لقيادات تاريخية من الاباء المؤسسين للعملية السياسية.. بما يكرر السؤال وين راحين بالعراق؟؟

خامسا : اغلب مرجعيات المجتمع العراقي.. دينيا واقتصاديا وحتى عشائريا.. وقعت في مطب الترويج لنظام المكونات الذي انتج مفاسد المحاصصة.. وهي اليوم ذاتها تتساءل.. وين راحين بالعراق؟؟

سادسا :المشهد الدولي والاقليمي.. يحتاج إلى تقييم شامل.. ظروف العراق بحاجة إلى تقييم شامل.. قدرات إعادة إصلاح العملية السياسية تتضارب مع اختلاف الاجندات الحزبية.. وجهة نظري المتواضعة جدا.. هناك مصفوفة حلول حقيقية لاستيعاب المتغيرات تتطلب مواقف رجال دولة. ما زلت اعدادات العملية السياسية غير قادرة على السماح بها.. لذلك تعتمد البدائل الاقل سوءا.. بانتظار ما ستؤول اليه نتائج الصراع بين واشنطن وطهران.. وساحة العراق لتصفية هذه المتغيرات.. نعم هناك اضرار توصف (بالاستحقاق المذهبي) عند الموالين لولاية الفقيه.. مقابل وصفها( بالاعتداء الإثم) عند غيرهم.. لكن اي انتخابات مقبلة غدا أو بعد عام وعامين وأكثر من دون انتهاء هذا الصراع بتسوية دولية. وهذا غير متوقع بسبب طبيعيه محاور الصراع بين أمريكا وحلفاءها وبين الصين وروسيا وحلفاءها.. او ظهور قوة سياسية عراقية  ترفض الدخول في اتون هدا الصراع والوقوف على نوع من (الحياد الاستراتيجي) .. وايضا مثل هذه القوة السياسية غير متوافر لها إعلاميا وماديا سبل القيام..

 مهزلة التفاهة التاريخية.. ان يبقى العراق مسرحا لعضلات الصراع بالوكالة. مرة شيوعيا. وأخرى قوميا. واليوم الإسلام السياسي.. من دون أن يبلور الأسس الفاعلة لعقد اجتماعي جديد يؤسس عراق واحد وطن الجميع.. لذلك يتكرر... السؤال وين رايحين بالعراق... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

المشـاهدات 1211   تاريخ الإضافـة 29/06/2024   رقم المحتوى 48485
أضف تقييـم