الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
عطور تابوتي!! (مسرودة ممسرحة) شوقي كريم حسن
عطور تابوتي!! (مسرودة ممسرحة) شوقي كريم حسن
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

——١——

النسيان محنة عاشق ملهوف غريب الأطوار،يعد نجوم الليل  مرات عدة دون  أن يري كيف أصابه داء الإستيقاظ فوجد نفسه بغتة يقف بين يدي أنثى لاتشبه مايعرف من الأناث الماشيات على عجل

محاولات أختراق نداءات الباعة وضجيجهم المليء  بالخبث، نخلة فارعة الطول تقف وسط باحة المعبد  المكتظة بالكهنة الذين يراقبونها بحذر التمني مصحوباًبحرص شديد،شعر فاحم بجدائل ليل تنسرب فوق الكتفين النافرتين بعلو ملكي لافت للانتباه ينوش

بمودة أدمة الأرض المبتسمة بجذل لهذا

العطاء الذي ما رأت مثله من قبل،نايات

أصابعها قدت من قصب حائل تصدر أصواتاً رخية تهيم بين فيافي الأرواح تاركة أثارها الصعبة المحووالمغادرة،/سماوات وضوحك تقيم لمواقد سومر  ديموتها/ نفور هيامك أغنية مقدسة لراعي لاتعرف حنجرته  الذبول /ياليل كف أطيافك عنا /نحن إناس مغرمين بالتأوه ومسرة مناجاة الوجع / علامك تهجر أعمارنا مثل برق ممحل بالجفاف/ ليالينا عند ضفاف مشاحيف الفرات محفوفة بشروق المواجع /آه..آه ..آه  ظليت بس أني أو ونيني .. موته بعد موته تجيني/ ظليت وحدي بلا ونيس..

حيث تقف الموقرة العارفة بحنو الأرض

و مكامن أسرارها،المبجلة(تابوتي) ينهمر  المطر ساتراً الربوع الخضر الوارفة الظلال بالوان قزحية لم يرها ولم يعرفها أحد من الكهنة وأتباعهم الغارقين بتراتيل التوسل وتكهنات التخويف، غير تلك الإنثى المضمخة بعطور سخية فواحة،لها شبه غريب بروائح البردي والقصب الممطور برذاذ دموع الأمهات

المقيمات قسراً داخل مناحات أزمنة الفراق غير القابلة للإنتهاء، وطين الأهوار المائل الى الاصفرار الباهت، عيون الكهنة المحشوة بشرور الحسد الغارق بافعال رذيلة تفيض باشتهاءات رعناء متوحشة تحاول الإنفلات عن عقالها من أجل تحطيم جبروت الأنثى الرافعة لسياط هيمنتها ، لكن نظرات الكاهن الأعظم القادحة شرراً حاولت جاهدة موازنة اللحظات المتصارعة مع بعضها  والفكاك من أسرها،كان يتمنى جاهداً لو إنها رمت إليه بجسدها الطافح بالرغبة متوسلة النجاة ،يتمنى محموماً لو إنهما عبرا عتمة القبو سوياً من أجل الوصول الى غابات مغانم اللهاث الساخن مثل رغيف خبز ،يتمنى لو همست له ضاحكة

—مالك خائف أقترب كل ما عليك

فعله إقتحام نيران أنوثتي المرمية بين

يديك الضاجتين بالقبول!!

يتمنى لو أنها رمت بهيبتها عند قدمي الاله الراعي الصامت منذ دهور سحيقة وجاءت لتغتسل بمياه ذكورته المقدسة

المتمناة من إناث العروش الاغيات بصخب عند أفرشة  وقاحاتهن  المغدورة!!يتمنى لو أنها حملته الى حيث تشاء ليهمس في أذنيها أجمل تراتيل الدلال وأعذب ما تطلقه حناجر جواب الأهوار ليلاً وهم يطشون أمانيهم بصحبة الروج الآخذ بالابتعاد الى حيث لايعرفون(  قبل أن تحرك رأسها بحركة باذخة الرفعة معيدة شعرها  الى الوراء، تبصر سماء سومر الملبدة بالغيوم  مبتسمة منصتة الى أنغام ناي القصب الناثر تأوهاته فوق هامات النخيل مصحوباً بنثيث حنجرة عارفة بالوجد والهيام/  ياليل گلي شبيك ما تستر عشگ../

ترتج الأقدام هلعاً متراجعة الى وراء دون الإكتراث لشيء،لم يعد الخيط الرابط بين

حيرة  الكهنة وارتباكهم ومكر تابوتي المحاولة تدمير ما كانت تسمعه من الكاهن الأعظم الذي غازلها دون حذر،

وبمجنون هرم  أيقظ وقاحة غاياتها،

قال بنزق يدعي المعرفة— أن ما تقصده وتسعى إليه لايمكن للآلهة الكشف عنه لأبناء الطين الأنهم لا يحبذون أن تكون أسرارهم المبهرة بين يدي من لا يعرف معاني عظمة ما يسعى لفضح وجوده!!، تلاشى الفعل ولم يعد الخيط الرابط بين رغباتهما المختلفة الغايات خفياً، همس الكاهن الأعظم بعد أن عدل من شكله  الباني لأسيجة من الريبة والمخاوف.

—  تابوتي توكاليم. طفلتي  الرائعة المدللة أبنة عشتروت وحفيدة انليل أحلامك الساعية الى ما لاتعرفين تجوب دروب المحال وهي دروب لاتفضي لغير

الخديعة والضياع!!

—— لا محال مادامت الدورب جلية الوضوح ..الخطو العارف لا تهزمه المخاوف..ولا توقفه مخاوف سواه!!

— من أين جئتِ بعنادك غير اللائق بأنوثتك،،، أتمناك ربة معبد وكاهنة إبتهاج!!

—- أمانيك بعيدة عني.. الزمن الهمني الرؤيا،،أفهمت!!

صرخ الكاهن الأعظم ضارباً رأسه بكلتا يديه الآخذتين بالإرتجاف.

—الرؤيا … الرؤيا..الرؤيا أكاذيب شياطين الخديعة،،،ليتك انتبهتي الى ما أريد وأسعى..أخاف عليكِ الضياع!!

—- خياري حلمي..الأرواح التي تشيدها الأحلام متينة القول واضحة الفعل..ما مثلي من يخيب ظن أحلامه!!

— من أين جئتي بهذا العناد المخالف للرقة والرقي..  لاترمي أنوثتك بين فكي

كلاب جائعة بنهم!! 

— ماكنت أعرف أن كاهن أعظم تجله الآلهة وترعاه لايعرف أن لبنات سومر حضوة  السمو ورفعة الأثر،،،وقوة

المشـاهدات 76   تاريخ الإضافـة 19/07/2024   رقم المحتوى 49662
أضف تقييـم