الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
مستقبل كرة السلة فرصة ضائعة أم أمل واعد؟
مستقبل كرة السلة فرصة ضائعة أم أمل واعد؟
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

حيدر إسماعيل

 

تجسدت مشاعر الفخر والفرحة لدى العراقيين عند استضافة بغداد لبطولة غرب آسيا لكرة السلة تحت سن 18 عامًا مؤخرًا. هذه البطولة لم تكن مجرد حدث رياضي عادي، بل كانت بمثابة إشادة بقدرة العراق على تنظيم بطولات دولية بعد سنوات من الانقطاع. ومع ذلك، فإن هذا الحدث البارز سلط الضوء على الفوارق الكبيرة في مستوى بناء لاعبي كرة السلة المحليين، مما أثار الحزن والقلق بشأن مستقبل اللعبة في البلاد.

 

الفارق الكبير بين مستوى لاعبي كرة السلة العراقيين ونظرائهم من الدول الأخرى في البطولة كان واضحًا ومؤلمًا. هذا الواقع يدفعنا إلى التفكير بجدية في مستقبل كرة السلة العراقية وما يمكن أن يقوم به الاتحاد العراقي لكرة السلة في السنوات العشر القادمة لتحقيق نقلة نوعية في هذه الرياضة.

 

المسؤولية المشتركة للنهوض بكرة السلة

 

لا يمكن تحميل اتحاد كرة السلة المسؤولية وحده عن تطوير هذه الرياضة، فالأمر يتطلب خطة عمل شاملة ومدروسة تشترك فيها الحكومة والاتحاد ووزارة الشباب واللجنة الأولمبية. يجب أن تكون هذه الخطة مدعومة بحكومة تدرك أهمية الرياضة كوسيلة لبناء مجتمع صحي ونشط، وبالتالي تقديم الدعم المالي واللوجستي اللازم.

 

أولًا، يجب التركيز على البنية التحتية. بناء قاعات تدريب وملاعب على مستوى عالٍ يعد أمرًا أساسيًا. يجب أن تكون هذه المنشآت مجهزة بأحدث التقنيات والمرافق، وأن تكون بعيدة عن التلاعبات الانتخابية التي دمرت الرياضة العراقية وجعلتها تتأخر عن ركب التطور.

 

ثانيًا، يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على الأموال التي تدعم بها الحكومة الاتحادات الرياضية. الفساد وسوء الإدارة لا يزالان يمثلان عقبة كبيرة أمام تحقيق التطور المطلوب، لذا فإن ضمان الشفافية والمساءلة يعدان مفتاحين رئيسيين لنجاح أي خطة تطويرية.

 

دور الأندية في تطوير كرة السلة

 

تلعب الأندية دورًا محوريًا في تطوير الرياضة، ولكن في العراق، نجد أن الاهتمام يتركز بشكل كبير على كرة القدم على حساب باقي الألعاب الرياضية. يجب إجبار الأندية الكبيرة على إدخال لعبة كرة السلة ضمن أنشطتها، ودعمها بشكل فعّال. هذا يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الاتحاد والأندية، ووضع خطة طويلة الأمد تتضمن تدريب مدربين محترفين وتوفير الموارد اللازمة لتطوير اللاعبين.

 

الأندية الكبيرة مثل الزوراء، القوة الجوية، الطلبة، وحتى الشرطة، يجب أن تكون جزءًا من هذا التحول. حاليًا، نجد أن الأندية مثل زاخو والحلة تولي اهتمامًا بكرة السلة، بينما تعاني مدارس كرة السلة التقليدية في البصرة والعمارة والديوانية والسماوة وأربيل. هذه المناطق كانت تُعتبر في السابق روافد مهمة للمنتخب الوطني، ولكنها الآن تعاني من نقص الدعم والتطوير.

 

التعاقد مع مدربين أجانب وتوحيد منهج التدريب

 

من أبرز المشاكل التي تواجه كرة السلة العراقية هو ضعف مستوى التدريب، الذي يعود إلى الثقافة الرياضية المتدنية لدى المدربين المحليين والإدارات المسؤولة عن تعيينهم. الحل يكمن في التعاقد مع مدربين أجانب ذوي كفاءة عالية من دول تتميز بتطور كرة السلة مثل صربيا، جورجيا، أو سلوفينيا. هؤلاء المدربون يمكنهم نقل خبراتهم ومعرفتهم إلى اللاعبين والمدربين المحليين، مما يسهم في رفع المستوى العام للعبة.

 

يجب على الدولة تحمل تكاليف هؤلاء المدربين وتوفير السكن والدعم اللوجستي لهم. ومن الضروري أن يكون لكل نادي عدد معين من المتدربين تحت إشراف هؤلاء المدربين الأجانب، مما يضمن توحيد منهج التدريب ورفع مستوى اللاعبين بشكل متساوٍ في جميع الأندية.

 

على غرار ما فعلته إيران باستقطاب مدربين من صربيا، يمكن للعراق أن يتبنى نموذجًا مشابهًا، مما يضمن وجود لاعبين ومدربين على مستوى عالٍ في جميع أنحاء البلاد. إذا تم تنفيذ هذه الخطة بشكل صحيح، فإن العراق سيشهد نهضة حقيقية في مجال كرة السلة خلال السنوات القليلة القادمة.

 

ختامًا

 

إن استضافة العراق لبطولة غرب آسيا تحت سن 18 عامًا كانت خطوة إيجابية، لكنها كشفت عن الحاجة الملحة لتطوير كرة السلة في البلاد. من خلال تبني خطة شاملة ومدروسة تشترك فيها الحكومة والاتحاد والأندية، والتعاقد مع مدربين أجانب محترفين، يمكن للعراق أن يعود إلى الساحة الرياضية بقوة ويحقق نتائج متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

المشـاهدات 88   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 49937
أضف تقييـم