الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
تشكّلات الأمكنة وأبعادها النفسيّة والجماليّة في(رابط لأغنية ساحرة)
تشكّلات الأمكنة وأبعادها النفسيّة والجماليّة في(رابط لأغنية ساحرة)
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

                                                                  علوان السلمان

 

الشعر في جوهره ما هو الا التعبير بالصورة التي تعتمد اللغة الموحية الالفاظ والخيال والعاطفة..كونه حلم مكتوب على حد تعبيرغاستون باشلار..

وباستحضار المجموعة الشعرية (رابط لاغنية ساحرة)..التي نسجت عوالمها النصية انامل منتجتها الشاعرة سمرقند الجابري...واسهم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق على نشرها وانتشارها/2023.. كونها تنطوي على الكثير من الخصائص والمستويات الاسلوبية المكتظة بالطاقات الايحائية منها.. المستوى الصوتي متمثلا في الايقاع المنبعث من حافات الحروف  والذي تكمن فيه الطاقة التعبيرية ذات البعدين الفكري والعاطفي.. والمستوى التركيبي والدلالي..ابتداء من الايقونة العنوانية والنص الموازي المحدد للتقنيات النصية التي تحدد معالم النصوص الداخلية وعنواناتها التي تشكل مجموع الدلائل اللسانية الدالة على محتواها ومرجعياتها الابداعية.. التي  جاءت كاشفة عن المنحى الفكري المرتبط بثنائية المبدعة  الخالقة للتواصل في اطار سياقات فكرية و اجتماعية...اضافة الى الاهداء النص الموازي الكاشف عن المتن النصي..(الى عشاقي السبعة/الذين فشلوا باهدائي/رابطا لاغنية ساحرة) ص5..

ـ سأظل عاشقة /رغم كل الخائبين

الذين رمت بهم الحياة في طريقي سهوا

وسمتهم عشاقا/ معتذرة: بأن هذا فقط...ما استطاعت ايجاده  /ص56

ـ انها لا تشعر بالالم/ تلك الوردة في جيب المقاتل

كانت تحلم../ تغني هامسة في منتصف الليل

للغيمة الهاربة خلف الساتر:

هذه الحرب ليست لي... / فأنا...خلقت لأعشق     ص63

فالمنتجة(الشاعرة) تؤول اللغة لتخلق نافذة الرؤيا التي تحتضنها لتؤسس عالمها الشعري المكتظ بالاستعارات المكثفة بالرمز والرؤية التي تصنع الصورة الشعرية الفنية التي هي(عمليّة تفاعل متبادل بين المنتج( الشاعر) والمستهلك(المُتلقِّي) للأفكار من خلال قدرة الشاعرة على التعبير عن هذا التفاعل بلغة  تستند على المجاز.. والاستعارة.. والتشبيه.. بهدف استثارة إحساس المُتلقِّي واستجابته..)...

رائحة الاشجار

لها اصابع خضر

تمتد من شباك مكتبي

تمسد راسي

حين اضع كل البريد جانبا

لافكر فيك     /ص49

فالصورة الشعرية التي هي اداة المنتجة(الشاعرة) للتعبير عن رؤاها ومشاعرها وانفهالاتها تتصف بصفة دينامية وحركية.. فضلا عن المونتاجية التي تلجأ اليها  في نقل المعنى المكثف إلى ذهن المستهلك( المتلقي) وهذا مايعطي النص الشعري حيوية وفرادة وتميزا ملحوظا يكشف عن اسلوب الشاعرة في خلق صور تركيبية عقلية تنتمي في جوهرها الى عالم الفكر.. فضلا عن توظيفها اللون بوصفه مدركا من المدركات البصرية المرئية التي تسهم في تشكيل لغة موحية تنسج صورا تندرج ضمن الصور الحسية..اضافة الى انه عنصرا اساسيا من عناصر تشكيل الصورة الى جانب الحركة والصوت والمكان..

لن افكر فيك ثانية

لاراك تخرج من عقلي

تعد طعامي.. تختار ثيابي

سوف اسجنك في الصحراء

او في كهف تحت البحر..

او....ربما...

ساكون هناك بانتظارك    /ص40

فالمكان لدى المنتجة( الشاعرة) ليس مكانا للذكرى فقط .. وليس مكانا لابراز المهارة في رسم الصور الفنية.. فالمتلقي عندما يقرأ تشكيلات الامكنة التي رسمتها الشاعرة يرى أنها  مكونة من ابعاد جمالية ونفسية واجتماعية وعاطفية أيضا.. فضلا عن استثمار المنتجة (الشاعرة) تشكيل الفراغ في النص محاولة اثرائه بتنويعات ايقاعية ودلالية.. كون الفراغ (نص صامت) يمتلك قيمة جمالية تتيح للشاعرة التصرف في عناصر بناء النص اذ يسهم في نقل اجوائه من حالة ما قبل وما بعد...اضافة الى ان الفراغ يفصل بين حالتي الحركة والسكون ليتحول النص من التوتر الى الاسقرار.. وهو يستدعي المستهلك(المتلقي) لملء سواداته والمشاركة في بناء عوالمه...وهناك اسلوب التكرار الدال على التوكيد(في نهاية تلك الحرب/ سانام كثيرا.....سانام.../كأني لم انزف حزنا كهذا/ كأني عشت لارسم...او اعشق...او اطير/..)ص15..فالمنتجة(الشاعرة) توظف التكرار الذي يعد ظاهرة فنيّة تحفيزية تثري دلالات النص وتزيد الخطاب جمالاً وائتلافاً نسقياً .. اضافة الى انه يضفي على جسد النص موسقة هادئة مسهمة في تقوية النغم او تقوية المعاني الصورية.. فضلا عن دلالته التوكيدية والاسلوبية التي تعمل على التماثل في النص الشعري خاصة وأنه يسهم في تمتين وحدة النص وتماسكه بالإضافة إلى أنه مرتبط بالحالة النفسية للشاعرة بشكل مباشر.. وما تريد أن تبعثه من رسائل ومضامين فكرية..

ـ لولا المطر/ لبقيت الذكريات بلا اشتعال  /ص59

ـ قبلاتك/ترسم وشما /يبدأ من نحري

لينتهي في آخر الكون   /ص62

هذا يعني ان المنتجة(الشاعرة)..كل نصوصها الشعرية تزخربأنماط عديدة من الصور (الحسية – الذهنية – الرمزية) فتلجأ لتشكيل هذه الصور إلى آليات ووسائل متعددة.. كالتجسيد والتشخيص والتشبيه والترميز والوصف المباشر وتبادل المدركات والمفارقة والمعادل الموضوعي فضلا عن التشكيل الجمالي المحقق للمتعة الجمالية والمنفعة الفكرية.. اضافة الى ان معظم التشكيلات الجمالية في شعر الشاعرة منقولة عن الطبيعة والبيئة .. ولهذا يغلب عليها الطابع الحسي

المشـاهدات 60   تاريخ الإضافـة 08/10/2024   رقم المحتوى 54540
أضف تقييـم