الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
هل نحن فعلاً شعب جبان؟
هل نحن فعلاً شعب جبان؟
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

غالباً ما يطلق بعض العراقيين الناقمين على سوء الإدارة والخدمات وبؤس الأوضاع العامة جراء حالة اليأس التي يمرون بها صفة الشعب الجبان على أنفسهم في حالة من الشعور بالعجز والدونية وعدم القدرة على تغيير الحال المتردي ورفع الحيف واحداث تغيير في المنظومة السياسية الحاكمة.

وينطلق هؤلاء من عمق الآية الكريمة (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) متجاهلين أن التغيير يبدأ بالنفس الواحدة ، هذه النفس التي ترتضي لصاحبها أن يعزف عن الذهاب للانتخابات ليغيّر ، وهي التي تصفّق للفاسد وتجامله وهي ذاتها التي تبيع ولاءها بمبلغ بائس وتعود لتندب حظها ، وهي التي تقبل دفع الرشوة والمشاركة في هذه الجريمة ، وتقبل أن تتجاوز على الرصيف العام وتستغل لتأخذ ما ليس لها من الحقوق ، وهي التي تغش بالميزان ، وهي التي تتخاذل عن نصرة الحق حين تحتاج لمنازلة فصل.

ولأن العراقيين شعب بمزاج عالٍ وعاطفية ممطوطة ، لا يريدون أن يستوعبوا أن ما يعيشونه من كدّ إنما هو نتاج أفعالهم ، وهو نتيجة طبيعية لشعب يعاني من الازدواجية فهم مثل عمر بن سعد قلوبهم مع الحسين (ع) وسيوفهم عليه وانفسهم تمني النفس بملك الري ، فتضيع بهم الخيارات ليخسروا كما خسر بن سعد ان يحفظ ماء وجهه ويظفر بنصرة الحسين فسجله التاريخ مجرماً بحق آل بيت النبوة كما خسر ما منى النفس به ليغدو مذموماً طريداً مطلوباً لسيوف جيش المختار ، ولا اظنهم يساندون أو يناصرون من يخرج على هذه المنظومة الفاسدة من أجل الإصلاح ، بل سيقفون على التل ليراقبوه فإن انتصر قدموا له الولاء والطاعة طمعاً بالحصول على رضاه وعطاياه وان انهزم وخذل واندحر شهروا بوجهه سيوف الشماتة والتشفي والسخرية والتقريع ، ليحمدوا الله في سرهم انهم لم يكونوا معه.

نعم نحن شعب جبان لأننا نرضى أن نسرق ونساق مثل الخراف ونخشى من شلة عصابات تتحكم بمصيرنا ، وتسومنا أبشع أنواع الذل في حياة بائسة  نحن شعب جبان لأننا لا ننصر الحق وندوس على أصحابه ونقف مع الباطل ونتخلى عن حقنا في حياة حرة كريمة ، نعم نحن شعب جبان لأننا نعيش مثل البهائم نفكر ببطوننا ونمنح عقولنا استراحة لأننا لا نحب التفكير وأدمنّا الذلّ والخنوع ، نحن شعب الشعارات الفارغة والكاذبة وحقيقتنا غير ما ندّعي.

المشـاهدات 133   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 49959
أضف تقييـم