الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق مذكرات نزار حمدون اللافتة ؟
فوق المعلق مذكرات نزار حمدون اللافتة ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

لم يكن نزار حمدون مع كل الالقاب التي يستحق ، شخصا ً عابرا ً فيما يقول او يصرح في مذكراته ، فانه شاهد ملك عن تاريخ حقبة من الزمن تمتد لأكثر من نصف  قرن كان فيها في معترك  العمل السياسي  والدبلوماسيّ ، بكل تناقضاته وتداعياته ، سنوات  توجت بالأهوال والأفعال ودراما مشهد تحول الدولة من الملكية التي درس خلالها في كلية بغداد ، إلى الجمهورية التي دخل خلالها الجامعة و تحولت الدولة فيما بعد إلى العسكرتاريا ؟ وخطفت لتكون طائفية سياسية بامتياز اختيار   زعاماتها  وقادتها ، جراء تحول الحكم  من سلطة الحزب التي يناضل نزار حمدون من خلالها ؟ وألاف من رفاقه  ، إلى حزب السلطة الذي ساق الدولة والمجتمع إلى نمط خاص من الحكم الديكتاتوري ، الفردي الذي يريد ما لايريده الآخرون ، لكنهم فتنوا ب ( شعار نفذ ثم ناقش !؟ ) بعد خراب البصرة وكمين الكويت وحرب الثمانينات التي كسرت ظهر العراق ، ودكت مسمارا ً في نعشه جراء خسائرها الأسطورية بشريا وماديا ً، ومطالبة الشعب ان يصفق رغم ما  جرى من انتكاسات ، يحكي عنها نزار حمدون في مذكراته الجريئة وغير المسبوقة بإسهاب بالجزء الاول من كتابه ( رحلة حياة دبلوماسية )، الذي صدر مؤخراً في لندن ، وأثار الكثير من الجدل قبولا ورفضا ً وتجريحا ، لرجل لايمكن إلا ان تصفه بانه ( شهد شاهد من اهلها ) تدرج في الحزب والعمل السياسي والوظيفة وخاض حروب طروادة في دبلوماسية محفوفة بالمخاطر والأهوال ، كان يصفها بانها ملاذه ومجاله في التحاور مع الغرب سيما الولايات المتحدة التي كان سفيرا ً لبلاده فيها وممثلا دائما في نيويورك ، ساعده في مهمته اتزانه وحنكته واتخاذه طريقا هادئا في التعبير عن وجهات نظره، لكن نزار حمدون يضع غزو الكويت مفترق طريق في العمل السياسي الذي شهده ، دمر كل امال العراقيين  في حقبة التسعينات الملتبسة ، المشحونة في الاحداث والانتكاسات والقرارات الدولية المعاقبة لبلادة في حدود سبعين قرار لمجلس الامن ضد العراق ، يعاقب العراق دوريا ً ويضيّق عليه الحصار ودفع الاموال والتفتيش المستمر لمنشأته ، يصفها نزار حمدون من اعقد الحقب التي مرت على العراق وأضعافه وإخراجه من المنظومة الأممية ، وتوالي انتكاساته ، جراء عقل فردي متزمت عشائري لا يدرك قيمة المتغير الدولة ، ينصت لحاشية السوء ،

من المصفقين المغالين في التأييد الاعمى ، وهو يحيط نفسه بمستشارين لا يستشارون ولا يقدمون النصح مثلما فعل نزار ، الذي يظن ان شراكته  الحقيقية في بناء النظام وانتسابه اليه تجعله ينسجم مع تكوينه الحقيقي في العمل في تجربة صحيحة تحترم المجتمع الدولي وتتوافق مع قوانينه ، لكنه كان يحلم لان اي حارس على أبواب الزعيم ينهي ويأمر اكثر من اي وزير او وكيل محنك مثله ، حتى أعياه الوضع واوهن صحته وهو يرى ويلمس  عشرات المنافقين المتزلفين المقربين ، يؤثرون عليه وعلى عمله الدؤوب لإصلاح ما افسده النظام بحروبه وغزواته غير محسوبة العواقب وغير مدروسة النتائج ، كان نزار يعاني من  مسؤولين  خصوم ، صاروا أعداء له وعمله المضني وهو يحاول ان يرقع ويرقع ما يفسده النظام خلال سلوكه الذي لا يراعي  ولا يكترث (للمتغير الدولي )  الذي يتحكم به الغرب وأمريكا وأدواتها الكثيرة والمؤثرة ،

يتحدث نزار حمدون في مذكراته التي شرع بكتابتها اواخر التسعينات حتى السقوط ، عن معاناته وطني عراقي ظن ان عمله وحواره مع الغرب سيغير ويخفف العقوبات التي تلوح بها أمريكا  والغرب وتغذيها دول المنطقة ، وتؤجهها المعارضة الخارجية والنقمة الداخلية ، ظنّ بانه يستطيع أن يساهم في الإقناع ، لكنه اكتشف اخيرا ً ان النظام لم يغير سلوكه وان العباقرة المحيطين بالزعيم هم مرائين من طراز خاص ، وأنهم يجدفون  بمركب البلاد نحو الهاوية لانهم مدركين ان زعيمهم لايسمع إلا الصوت براسه ، الذي هو عناد ومكابرة كشفها نزار بجراة المؤرخ والموثق لحياة آفلة انتهت بسقوط النظام المدوي ويموته في تموز الفين وثلاثة .

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 49965
أضف تقييـم