الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
عُمر الشريف.. بعد فوات الآوان
عُمر الشريف.. بعد فوات الآوان
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

   لم ينل مُمثلاً عربيّاً من الشهرة وذيوع الصيت وتخاطف الأضواء عليه،ممّا نال عُمر الشريف،والذي وضع  بصمة حضوره واضحة في هوليود مدينة  السينما في العالم،والحلم العصيّ على كل من يفكر بالوصول إليها،لقد سنحت فرصة العُمر لعمر الشريف واسمه الأصلي "ميشيل ديمتري شلهوب" المولود في الاسكندرية في العام / 1932والمتوفي في القاهرة في العام/2015 بأن يشارك في العديد من الأفلام التي أنتجتها هوليود،ومن أشهر أدوار البطولة  التي جسّها  فيلم دكتور جيفاغو/الفتاة المرحة/ ولورنس العرب،فضلاً عن أدوار مهما أخرى شاء أن رُشّحته لنيل جائزة الأوسكار،في وقت نال فيه ثلاث جوائز عالمية هي "غولدن غلوب" مرتيّن وجائزة "سيزر" مرّة واحدة،ولعل مربط الفرس-كما يقولون- في سياق وأنسان هذه العمود يطمح الربط ما بين حياة هذا الفنّان العالمي وقصّة أو واقع زواجه من سيّدة الشاشة العربية"فاتن حمامة" التي أقترب بها في العام/1955 وبقيا -معاً-كزوجيّن حميميّن أمام الله والناس حتى العام/1974،صال وجال عُمر في جميع بقاع العالم نجماً لامعاً لا يُشق له غبار،عاش وقابل الكثير الكثير من أساطير  الحُسن وآيات الفتنة الجمال في هوليوود/يطاليا /فرنسا وغيرها بلدان ،فالرجل وفتى الشاشة الاول في السينما المصريّة،لم يكن قد حَرم نفسه من أيّ شيء في الدنيا الفانيّة ،وحدث أن سألوه وقد تخطّى السبعين من عمره، عن ماذا تتمنى؟،فأجاب بالنص الذي سأنقله كما جاء قائلاً؛" أتمنى لو أنني لم أنفصل عن فاتن حمامة،ونادم لأنني طلقتها،ولم أحبّ في حياتي أحدًا غيرها"،ثم يُكمل وهو؛" حين طلّقت فاتن كنت أظن أنني سأنساها عندما تُحيط بي جميلات العالم،لكنني لم أستطع،لم يملأ أحد مكانها،تربعت هي في قلبي ومنعت غيرها من دخوله حتى بعد افتراقنا،وبعد تدّهور وإعتلال صحته،لم يستطع الشريف الصمود طويلاً أمام طليقته فاتن حمامة التي أنجبت له ولداً وبنتاً،وحين فارقت عشيقته الأزليّة وحبّه الوحيد، الحياة قال عنها؛"وفاة فاتن حمامة قضت عليّ وأعتبر نفسي الآن في المحطة الأخيرة من حياتي "،وقبل ذلك بشهرين كان قد أصيب هذا النجم العالمي المخبول بحبّ طليقته -برغم  مضي أربعين عاماً على طلاقهما-بالزهايمرأصبح  لا يتذّكر شيئاً عن افلامه وأعماله،لا بل لم يتذّكر أنه كان ممثلاً حتى،لا يتذكر إلأ شيئاً وأحدا أسمه "فاتن حمامة" التي ملكت لبه وملأت قلبه،فهي حبّه الصادق والذي يجاريه أي حبٌّ آخر،فحتى الزهايمر لم يستطع هزم قوة وصلادة ذلك الحبّ الذي أضحى يسكنه وهو رقيد المستشفى حيث كان يرددّ بأستغراب وأسى حيرة وباللهجة المصريّة؛ "هي فاتن عاملة ايه ومابتزورنيش ليه"أشعر بأن أي تعليق أو ترقيع أو محاولة تعميق محنة وقسوة هذه القصّة،جميعها لا تنفع  أبداً،ما دمنا لم نقل للذي نحبه ما جاء يقوله عمر الشريف لفاتن حمامة، ولكن بعد فوات الآوان،أما كان يجب يكون  ذلك في واقع الحياة وحلاوتها ..مو.. مو تمام ؟!

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 76   تاريخ الإضافـة 24/07/2024   رقم المحتوى 50038
أضف تقييـم