الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
(ربّما كان سواي- الأعمال الشعرية للشاعر : د حاتم الصكر) قراءة تفكيكية لقصيدة ( الهبوط الى برج القوس )
(ربّما كان سواي- الأعمال الشعرية للشاعر : د حاتم الصكر) قراءة تفكيكية لقصيدة ( الهبوط الى برج القوس )
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

رسول عدنان

ناقد و شاعر عراقي

الجزء الاول
  الجو العام للنص:

  •  
  •  انّ مراتع الصبا والشباب طالما كانت موئلا للكثير من الشعراء و مادة خصبة و موضوعة شفافة يستعيدها الشاعر كلما يتعرض له من متاعب ومشقات في الحياة نتيجة لصعوبات الحياة و تطورها سواءا أتخذت جانبا أيجابيا او أنزلقت به الحياة الى جانبها السلبي و كلما تعرض الأنسان بشكل عام و الشاعر بشكل خاص الى هزات أجتماعية او نفسية او سياسية تولد لديه نزعات نفسية حادة يحاول ان ينقل بها الدرس والعبرة في نصه الشعري ثم يقدّم  بكلمات وجيزة و صور يستنبطها من عقله الباطن ألوانا من المعاني الخفية والتي تعكس ما عاشه من تجربة شخصية في طفولته رابطا أياها بالتجربة الحاضرة وكأنما هو يعكس الزمن الحالي على زمانه دون وعي أو بوعي وإدراك حقيقي متخذا من تلك التجربة حيزاً للحكاية التي تقصّ فرضية نشأته مع تأثير عاطفي ودرامي يتلاءم مع الدخول إلى المجهول في الحياة - - فالحياة  تتراى مخيفة  بل غريبة غير أنّها مليئة بالأشياء الجميلة والسيئة فلكل شاعر أسطورته يوظفها في أنساق خطابية تتحوّل الى شيفرة شعرية ساحرة لها طاقة أيونية  نجح الشاعر في توظيفها في قصيدته فحشد لها مفردات ذات دلالات خاصة كأنها تكرار لا ينتهي فهي العودة إلى الميلاد مرة أخرى و كأنّها محاولة لأستحضار النسيان من خلال طاقة اللاوعي للوصول او في محاولة للوصول الى ما بقي من جماليات الحياة عن طريق محاورته للأشياء التي يختزنها عقله الباطن عن طريق العودة الى البداية حيث النقاء و الصفاء و البساطة و بالتالي كان هنالك مبرر الى الهبوط الى برج القوس الذي شهد ميلاد الشاعر وطفولته - - اذن هي فعلا محاولة لترميم «ما تبقى من حياة وما ظل من طاقة في الروح التي أثقلها السير في ظلمات الوعي وشقائه وشظايا الجسد المجروح في أعماقه» - -

دلالة العنوان (  الهبوط الى برج القوس ):

  • العودة الى طفولة الشاعر من خلال برجه القوس و مفهوم الهبوط هنا يعني النزول أما مفهومها الدلالي الأستذكار او الرجوع الى عالم الميلاد الأول من خلال العودة الى البداية  تأتي من خلال تثوير طاقة السرد من خلال دلالة المحكي الخاص بطفولة الشاعر وسيرته الذاتية التي لعب عقله الباطن دورا بأستحضارها عن طريق أداء بياني ممتع و تكثيف سردي صوري استطرادي لجأ فيه الى توظيف طاقة التقطيع السينمائي في عملية السرد والتي وظفها عبر الصور الشعرية التي بدأت تنساب بشكل تلقائي عفوي داخل النص مع الحفاظ على طاقة الشعر من خلال مفهوم الدفقة الشعرية التي تأخذ مداها في جميع مقاطع هذا النص لكن يبقى الشاعر ممسكا بلجامها دون ان تنزلق الى التعبيري التقريري العفوي - - أنّها حكاية عبر صور شعرية  أخّاذة  تنساب بتلقائية  يتحكم  بها و يحركها الشاعر حسب الحاجة الى رسم صورة ما يسعى لها و كأنه كمن يرسم  بالكلمات التي تكتنز طاقة الشعر عوالم تلك الطفولة و يرمم ذكرياتها بالسرد الشعري مستخدما طاقة  اللغة حينا والميتا شعر في أحيان أخرى - - هل هذا الأستذكار جاء بمناسبة عيد ميلاد الشاعر ؟ ام أنها تبعات المنفى ؟ ام غربة الروح فتحت شهية الشاعر الى البوح عن طريق ملاحقة طفولته التي خرج فيها كعصفور شوكي ليسكن برج القوس ؟ حيث أنقطع الشاعرالى تجسيد أفكاره ومشاعره بما يمتلك من قدرة على رصد تفاصيل الجمال المضمر و أستكناه بواطنه بأسلوب فريد لإنشاء صور بصرية مذهلة بهدوء وتلاحم وتوازن ليرسل الجمال للمتلقي بصوره الشعرية البسيطة التي تكتنز قوتها من شاعرية الشاعر و شعرية النص و أنسيابية  الدفقة الشعرية التي يتحكم بها الشاعر صعودا و نزولا حسب متطلبات رسم الصورة و أكتمالها فقد نجح  في أسترجاع  كل المعاني الجميلة و البعيدة في ان معا من خلال أبيات هذه القصيدة  تاركا  للذكريات نايا  ينوح  ليعيد ذاكرة الزمكان حيث قريته الطينية الرستمية و التي عمد الى وصفها بتجرد واقعي في المقطع الثالث حسب تقطيعنا من هذه القصيدة مســتعيدا فضاء القرية  التي كان الشــاعر قد ُولد فيها وغادرها مكرها ثم عمد الى أستذكارها في نصوصه تعويضا عن خســارة كبرى حدثت ذات يوم  فهي مكانه الذي بدأت به لغته و أختلطت لغته مع لغة القرية واســترجاعاته ُّ و تلك الذاكرة التي رسمت أحلامه ليحدد الشاعر البداية في النــص بتحديد جغرافيــة المـكان الــذي كان قد ولد  فيــه الا وهو القرية البسيطة بأهلها الطيبين البسطاء التعساء او كما وصفهم الشاعر ب ( دزينة فقراء ) هذه العوالم التي رسمها الشاعر تحمل لغة خاصة حافظت على مسافة بين الشعري و التقريري بحذاقة الصانع الأمهر مستفيدا من الدفقة الشعرية التي تحكم بأنسيابة أخّاذة أبيات هذه القصيدة التي عمدت أنا- كناقد - الى تأطيرها بأطر تفكيكية لتظهر كلوحة تزّين جدارن الشعر العراقي و العربي معا 

 تقطيع النص و تفكيكه

 

المقطع الأوّل

صباحا طلعت

متشبثا بمشيمة فلاحة

هبطت بها الى بغداد

الباصات الخشبية

و قحط المزارع

و الجراد

على حد عام يحتضر

كما لو كنت أنتظر صمت المدافع

و أنتصاف القرن

و أكتمال الأولاد الخمسة

قبل أن يصبحوا دزينة فقراء )

--------------

سأقسم هذا المقطع الى قسمين :

الأول وصول تلك الفلّاحة في باصات خشبية قادمة الى بغداد الى قرية زراعية يخط ملامحها القحط و النأي عن المدينة  فالزراعة و الريف تعني أشياءا كثيرة منها الطيبة و التلقائية و الجهل و البساطة و الفقر و القحط - - لكن من هي هذه الفلاحة التي جاءت بالباصات الخشبية ؟ هذا هو التناقض الذي أنتظره كي أدخل الى النص- - هل هي الأم التي تحمل بمشيمتها ذلك الطفل الذي ولدته صباحا في قرية طينية يلفها القحط و الجراد ليصبح من مواليد برج القوس- - ام أنّه يتحدث عن أمرأة مجهولة محاولا أستدراجنا الى أستنتاجات من خلال التجريد الدلالي او المحكي المستنبط من خلال الأيحاءات و الأشارات التي جاءت بها أبيات هذا المقطع فكل ما نعرفه عنها : أنّها فلاحة جاءت الى بغداد  بباصات  خشبية - - اذن لا بد من فكّ شفرة هذه الدلالة من خلال الجزء الثاني من هذه المقطع الذي يبدأ ب ( على حد عام يحتضر ) من خلال هذه الجملة التي أتخذناها ثغرة الى فهم الدلالة في الجزء الأول من هذا المقطع - - فما هو مفهوم العام في هذا البيت ؟ هل هو العام الذي ولد به الشاعر؟ ام انّه يصف عام اخرغير معرّف كواحد من الأعوام مثلا هو العام الذي يحتضر حول أنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 - - لكن وصف العام ب يحتضر يحيلنا الى الدلالة االثانية من خلال قوله ( كما لو كنت أنتظر صمت المدافع )  و انتصاف القرن الذي ولد فيه الشاعر

و أكتمال الأولاد الخمسة و هذه دلالة أخرى قد نفهم انّ هؤلاء الخمسة من الأولاد هم أخوة الشاعر الذين تحوّلوا فيما بعد الى عدد مضاعف ( دزينة ) و مفهوم الفقر الوارد في البيت هو الفاقة و العوز اللذان طالما يعاني منهما المجتمع الريفي الفلاحي من أهمال و عدم أهتمام لكونهم بعيدون عن مركز المدينة التي تعج بالخدمات و الأعمال - - الواضح في هذا المقطع هو تلك التوليفة من الفكرة و طاقة السرد التي تكتنزها هذه الأبيات مستفيدا من التقنيات الأسلوبية كتوظيف السرد الحكائي و العلاقات اللغوية  ببعديها الدلالي و النسقي معا رابطا كل هذا بالزمكان عبر المكونات البنائية مستنفرا الميتالغة في نسيج متماهي متماسك لنسج خيالي أخاذ يأخذ من الماضي أيقونة للحاضر في محاولة لرسم مشاهد درامية عن حياة ماضية تمّ أستحضارها عبر ألية السرد الدلالي مستفيدا من التقنيات الأسلوبية و المكونات البنائية التي وظفها بعناية فائقة عن طريق رسم الصورة عبر الية  التقنيات التعبيرية التي نجح الشاعر في توظيفها للأرتقاء  بأسلوبه السردي  هذه التقنيات حولت هذا السرد الى رفض للتصور التقليدي من حيث الأرتقاء في رسم عوالم منظومة  شعرية تأخذ حيزاً في فضاء التركيب النسقي حيث يتم تحديد مستوى الكثافة للصورة الشعرية تبعاً لذلك التركيب النسقي الذي ترك آثاره الواضحة في هذا المقطع

  

المقطع الثاني :

هكذا

 و المطر يغرق الشوارع

و يزيد كانون الأوّل بردا و شحوبا

طلعت صباحا

نحيفا كعصفور شوكيّ

لأسكن برج القوس المكسور دائما

و لكن - - أمام الصفوف

في طوابير الصباح المعذب بالنعاس والجوع

و البرد

-------------  

يبدأ المقطع الثاني ب هكذا و التي تعني فيما تعنيه الأستمراية او كلمة وظيفيَّة مركَّبة من (ها التَّنبيه )( و ك) التَّشبيه و (ذا) اسم الإشارة ومعناها: على هذا النحو او على هذا المنوال أمّا  وظيفتها  فهي الأستمراية أستخدمها الشاعر ليستمر في سرده و تتبع ذلك السياق البلاغي في النص الشعري وتركيبه من الناحية الإسلوبية  وحضور مكوناته البلاغية  داخل سياق تركيبي ثم تحديد المستوى الدلالي من حيث الأرتقاء في رسم عوالم منظومة شعرية متجانسة - - و في محاولة لرسم صورة أكثر وضوحا في نصه يعمد الشاعر الى وصف حالة الطقس في كانون الأول وهو من الأشهر الباردة في فصل الشتاء حيث أغرق المطر الشوارع و زاد الوجوه والحياة  شحوبا في هذه الأجواء و في هذا الفصل و في هذا الوقت و اقصد ( الصباح )  ولد الشاعر الذي أستفاد من طاقة حرف التشبيه ( الكاف ) ليصف لنا طريقة مولده

طلعت صباحا

نحيفا كعصفور شوكيّ

و بما أنّ مواليد شهر كانون الأول هم من مواليد برج القوس حسب التقويم الفلكي- - هذا ما دعا الشاعر الى ان يصرّح بقوله ( لأسكن برج القوس ) مستعينا بالأداء الصوتي للمفردات و الحركي للصورة الشعرية التي تحاول جرّنا الى تساؤل قد نطرحه هل هي محاولة من الشاعر الى خلق ميثولوجي  يتخذ من طاقة  السرد و شعرية الصورة أساسا الى تأثير عاطفي  يوظفه في  فكرة القصيدة التي  يسيطرعليها ؟ أبتداءا من المكان ( القرية ) الى الخوف و عدم الطمأنينة من  المجهول في ظل العوز الذي تفسره هذه الثغرة التي أتخذناها مدخلا الى تحليل هذه المقطع :

 أمام الصفوف

في طوابير الصباح المعذب بالنعاس والجوع

و البرد - -

الأحالة في أستكناه هذا السرد تقودنا الى المصير المجهول و الى عدم الطمأنينة من مستقبل غامض تساؤل طرحه الشاعر واصفا ما ينتظره من غموض في معترك الحياة المقبل حيث عمد الى استخدام المؤثرات الصوتية و البصرية التي تعكس جو الغموض و الخوف والأيحاء بالخطر الخارجي في صباح معذب بالنعاس و الجوع و البرد و ما ينتظر تلك الطوابير - - و هذه الأشارة قد تقودنا الى أكثر من تفسير - - هل هي صفوف و طوابير الصباح المدرسية التي أنتظم بها الشاعر في قريته الطينية ؟ ام هي طوابير الناس الذاهبين الى أعمالهم وهم يواجهون معترك الحياة في البرد أتقاءا للجوع ؟ وبما أنّ التفكيك  يعنى بالبحث عن التناقضات في النص الأدبي، حيث وجود أي تناقض في النص سيكون بمثابة معول لهدم معناه القديم لبناء معنى جديد - - سأتخذ من هذا سببا لأشراك القارئ في تفسير عوالم النص بعد أن قدمت له أكثر من قراءة لأيّ من مقاطع هذا النص بتعدد زوايا النظر و أستكانه معناه أنّ النص بهذا الشكل ممكن تفسيره لأكثر من معنى و ذلك عن طريق القراءة التحليلية له حيث يمكنّنا من الكشف عن حضور الدلالة و كذلك من خلال  تفكيك  بنية الشخصيات أو بنية الحدث أو بنية  اللغة و يتم تركيبها في معان و تفسيرات جديدة من خلال تأويلات تعدد زوايا النظر اليه و أشراك القارئ في تحديد المعنى - - اذن تحويل الدلالة المركزية للنص الى دلالات متعددة عن طريق تفكيك الدلالة الوحيدة في النص هي التي ستقودنا الى أعادة بناء النص و تشكّله بحلة جديدة

المقطع الثالث

سأنشد شوقي

( و للحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدقّ )

و لا افقه المسالة

فلم أبصر الأيدي

و هي تلوي على ذلك الباب

مكسرة الأصابع

كنت أقول بصراخ بائس و كأنني أتمدد خارج جسدي

بلادي

فتفتح في الذاكرة

كوى الجب - - يدخله ألف يوسف

و الحب

----------

عمدت الى تقسيم المقطع الثالث الى جزئين للضرورة التحليلية مستعينا بتقنية التقطيع السينمائي للصورة اوالحدث معا يبدأ الجزء الأول بتضمين شعري لأحمد شوقي كمدخل الى الجزء الأول بأن الحرية لا يمكن ان تنالها الشعوب الا بالنضال و الدم و الثغرة التي أوجدتها في هذا الجزء هو التساؤل الذي يطرحه الشاعر:

 و لا افقه المسالة

فلم أبصر الأيدي

و هي تلوي على ذلك الباب

هذا التساؤل يقودنا الى ما يرمي اليه الشاعر؟ فعن اية حريّة يتحدث؟ هل هي حريته الشخصية ؟ ام حرية الوطن الذي كان يقبع  تحت حكم  دكتاتوري صارم؟ فهو يقف متسائلا في حيرة أين تلك الأيدي و هي تلوي او تهوي على باب الحرية التي صاردها الحكم الأستبدادي؟ من سيفتح هذا الباب الذي أوصدته الأجهزة القمعية حيث تركت الشاعر يصرخ خائفا على بلاده - - و من خلال فجوة أخرى أستطيع ان أربطها بالحدث ان هذا النص كتب عام 1998 في منفى الشاعر ( اليمن ) بعيدا عن وطنه الذي أضطر الى مغادرته  نتيجة لفقدان الحرية التي لم ير شعبه يدق بابها و نتيجة للوضع المادي الذي الت اليه الأمور الأقتصادية في بلاده ( العراق ) في تلك الفترة مما أضطره الى مغادرة البلد الذي يرزح تحت وطأة دكتاتور أتى على كل شئ فيه - - و هكذا نستطيع ان نربط الحدثين معا مغادرة الشاعر لوطنه و تساءله عن غياب الحرية و عن الشعب الذي يطالب بها!! مستفيدا من الميثولوجيا القرانية من خلال قصة يوسف و كيف ألقاه أخوته في البئر الذي قاده فيما بعد الى ان تتعلق زليخة زوجة العزيز به و هو ما يفسر أيراد الشاعر الى مفهوم الحب - -و لعلّ مفهوم البئر هنا هو المنفى او المصير الذي قاده اليه أبناء بلده الذين يتسلطون على الناس بالقوة و يصادرون حرياتهم و يمثلون بهم في طرق شتى منها التشريد الطوعي او القسري هو جزء من هذا المنفى الذي وصفه الشاعر بالبئر والذي جعل من الشاعر ان يختار منفاه الطوعي للعمل في اليمن و هو ما يبرر سؤاله عن الحرية و أستشهاده ببيت أحمد شوقي تحيلنا هذه الأشارات الى فكّ شيفرة هذا المقطع بجمعها سوية

  الحرية الحمراء + فلم أبصر الأيدي + و هي تلوي على ذلك الباب + أقول بصراخ = بلادي

(ربّما كان سواي- الأعمال الشعرية للشاعر : د حاتم الصكر)

قراءة تفكيكية لقصيدة (  الهبوط الى برج القوس )

...........................................

ارجو الاهتمام بهذا الموضوع

المشـاهدات 94   تاريخ الإضافـة 26/07/2024   رقم المحتوى 50129
أضف تقييـم