متابعة ـ الدستور الرياضي

من المنتظر أن يشهد الموسم المقبل في الدوري السعودي للمحترفين، العديد من الصراعات والتحديات الصعبة لدى مختلف الأندية والنجوم الأجانب والمحليين.وأصبح دوري روشن، وجهة جديدة لنجوم أوروبا، بسبب المبالغ الطائلة التي يتم دفعها، بجانب الإمكانيات المذهلة المتعلقة بالملاعب والمرافق، وغيرها من الأمور التي جعلته يتصدر المشهد في الشرق الأوسط والعالم.وبالحديث عن تحديات اللاعبين في الموسم المقبل، فيجب ذكر الفرنسي كريم بنزيما مهاجم اتحاد جدة، وزميله السابق المغربي عبد الرزاق حمد الله، المنضم حديثا لصفوف الشباب.وشهد الموسم الماضي، العديد من الصراعات المختلفة بين الثنائي، والتي تسببت في رحيل حمد الله بنهاية المطاف، وبقاء بنزيما لقيادة هجوم "العميد" خلال الفترة المقبلة.

مسئولية كاملة

وضع بنزيما نفسه أمام مسئولية كاملة خلال الموسم المقبل مع الاتحاد، بعدما تحكم في العديد من الملفات المختلفة، مثل اختيار الصفقات الجديدة في الصيف الجاري، وتعيين مواطنه لوران بلان، كمدرب للفريق.الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، حيث تسبب في رحيل حمد الله من صفوف الاتحاد، والتعاقد مع صالح الشهري بعد نهاية عقده مع الهلال، وذلك لأن الأخير لا يتمتع بنفس مستوى النجم المغربي، ليضمن بنزيما المشاركة بصورة أساسية دون تهديد.كل هذه الأمور، ستضع أسطورة ريال مدريد تحت ضغط كبير، وذلك من أجل تحقيق النجاح مع الاتحاد، بعد الفشل خلال الموسم الماضي في تقديم أوراق اعتماده، بتسجيل 16 هدفا وصناعة 9 آخرين بمختلف المسابقات.

مهمة انتحارية

تتمثل المهمة الانتحارية التي ستواجه بنزيما في تحقيق أحلام جماهير الاتحاد عن طريق تسجيل الأهداف وصناعتها بصورة مستمرة، مثلما كان يفعل حمد الله. حمد الله نجح في قيادة هجوم "العميد" خلال أغلب مباريات الموسم الماضي، بتسجيل 30 هدفا في مختلف المسابقات، وأصبح نجم وهداف الفريق الأول، رغم وجود بنزيما الذي غاب مرارا وتكرارا لعدة أسباب مختلفة.وتسبب توهج حمد الله، في حالة غليان داخل المدرج الاتحادي، حيث فتحت جماهير "النمور"، النار على بنزيما طوال الموسم الماضي، بسبب هبوط مستواه وتراجعه التهديفي، وهو السر وراء رغبته في التخلص حمد الله.وبالتالي، سيكون النجم الفرنسي مطالبا بتعويض جماهير الاتحاد عن رحيل حمد الله، بجانب انتظارهم لنجاح الصفقات التي اختارها، بالإضافة للمدرب الجديد لوران بلان.في المقابل، سيواجه حمد الله، مهمة صعبة هو الآخر، بعدما قرر تمثيل الشباب خلال الموسم المقبل، بعد صدمه رحيله عن اتحاد جدة.صحيح أن حمد الله كان مُجبرا على الرحيل، ولكن التواجد مع الشباب سيمثل تحديا كبيرا له من أجل الاستمرار في كتابة التاريخ وتسجيل الأهداف، رغم فارق الإمكانيات بين "الليوث" والأندية الكبرى الأخرى.ويتمثل الفارق في الدعم المادي والجماهيري بجانب جودة اللاعبين على عكس أندية المقدمة المتمثلة في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، لذا فإن "الساطي" سيكون أمام مهمة انتحارية.

مفترق طرق

سيكون الموسم المقبل بمثابة مفترق طرق في مسيرة حمد الله، وذلك بعدما قرر الاستمرار في الملاعب السعودية والمنافسة بالمستويات العليا، رغم تلقيه مجموعة عروض أقل من حيث القوة والضغط من أندية قطرية وإماراتية.وبالتالي، فإن النجاح مسألة لا تقبل النقاش بالنسبة لحمد الله مع الشباب من أجل الاستمرار بالمستويات العليا، خاصة وأن فشله سيتسبب في خفوت نجمه وخطف مكانه، نظرا لعدة عوامل منها تقدمه في العمر ووجود أسماء مميزة بنفس المركز.وعلى الجانب الآخر، تنتظر جماهير الاتحاد تألق بنزيما بفارغ الصبر، وذلك لأنها لن تقبل ظهوره بمستوى مخيب للموسم الثاني على التوالي، حيث سيتسبب في رحيله بدون أدنى شك، بعد سلسلة من الأزمات التي أحدثها منذ مجيئه في صيف 2023.وبالتالي، فإن مسيرة حمد الله وبنزيما أمام مفترق طرق بين التألق أو النهاية الصادمة، وسط ترقب شديد من الجماهير التي تهاجم وتنتقد بقوة في حالة الإخفاق.