الثلاثاء 2024/10/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
فوق المعلق حروب طروادة بخسائر عراقية !؟
فوق المعلق حروب طروادة بخسائر عراقية !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. صباح ناهي
النـص :

دامت حروب طروادة بين الاخائيين الاغريق عشر سنين ، حوصرت مدينة طروادة اليونانية من كل الجهات لكنها صمدت حتى أستخدم الحصان الخشبي الشهير الذي سحبه الطرواديون بانفسهم دون ان يعلموا خطورته ، داخل مدينتهم كغنيمة ومن دون ان يعلموا ان قائدا ً ميدانياً عدوا لهم اسمه تروي كان يتحصن بداخل ذلك الحصان الاعجوبة محكم الغلق وانتظر ليلة طروادية من ليالي الانس، ليخرج وفريق الفدائيين بمعيته ليفتح الابواب الحصينة من الداخل ويدخل اعداء طروادة الذين سئموا الانتظار الطويل خلف قلاعها الحصينة ليداهموها بغته ويفتحوا ابوابها الحصينة ويسقطوا عروش زعمائها الذين لم يلفتهم مكيدة خصومهم لتسقط أعظم المدن المحصنة في التاريخ بفكرة ليس إلا !؟، وعلى الرغم من البعد الاسطوري لهذه الحكاية التي نسجهتها مخيلة  هوميروس في ملحمتيه الالياذة والاوديسة ، اللتان تحدثتا عن تلك الملحمة التي جاءت بعد الفي عام من ملحمتنا العراقية جلجامس التي ترجمها عن السومرية الراحل طه باقر والتي تحدثت عن مغزى اكبر وهو وهم الخلود السومري وكيف يجلب الشقاء..

لكن الروي الهوميروسي  الذي اختار السنة التاسعة من الحرب سنة غضب آخيل في الالياذة ، وعلى الرغم من الاطار الملحمي الذي صيغت به الاسطورة وصراع الالهة ، لكن العبرة في الخديعة التي خسر من خلالها الابطال الطرواديين  مدينتهم بغفلة من الزمن، واستبيحت كما استبيحت بابل في خديعة أخرى على يد الاخمينيين بعد الف عام من ملحمة طروادة ، لكنها بظرف مغاير تماما ، حين أصبح سكان بابل مضطربين مستائيين من عهد الملك نابونيد وكره كهنة المعبد له بسبب قمعه لعبادة مردوخ كبير الالهة البابلية ، واعلائه من شأن عبادة إله القمر سين دون أن يدرك ان ذلك سيفقده عظمة ثوابت صرح بابل إحدى عجائب الدنيا السبع ، مما اثار مشاعر الناس وغضبهم سيما بعد تولي ابنه الجندي المغتر لشؤون المملكة اسمه لبلشاصر ، الذي كان عنيفا مع الناس متفردا في قراراته ازاح النخبة السياسية ليتفرد في الحكم ، دون ان يعي ان قوة بابل تكمن في عموم بلاد ما ببن النهرين  في ولاية آشور الشمالية التابعة لبابل وقتها ، فلا معنى لقوة بابل من دون قوة اشور الساندة التي استعداها وركنها فظلت متفرجة على كورش  الاخميني وهو يتامر على بابل  ويتحين الفرص ليدخلها ويسحقها كمدينة منافسه لحكمه في الشرق بخديعة وبدون معركة بعد حصارها واتباع مصادر بالمياه السرية التي تجعلها تصمد في حال حصارها،  حيث نفذ جنوده منها بخديعة وهرب نابونيد بعد مقتل ولده الذي لم يحسن التعامل مع رعيته ، ومسلسل الخيانات التي تعرض لها من زعماء الاقاليم الذين حرضهم رجال المعبد المتواطئين مع كورش الاخميني وقياداته ، لتدام مصالحهم وثرواتهم بدعوى محبتهم لمردوخ سيد الالهه..

المخادعون كثر في التاريخ البشري لكن أعظم الخدع التي تسقط الانظمة ليست بحصان طروادة ولا بطموحات وعنجهية لبلشاصر ، ولا بسبب عبادة أله القمر سين بدلاً من مردوخ كبير الالهة ، لكنه بخيانة الضمير وتنصيب اناس لايعون طبيعة الخصوم والاعداء حينا ً وغفلة الحراس الذين يتكالبون على المغانم إحياناً أويظنون ان الناس تساق كالخرفان لمسلخ موائدهم دون ان يعرفوا المثل العربي ؛ لا تصتصغرنّ بعوضة لرب بعوضة نقرت مقلة الاسد ِ ، أظن أن الغرور أفة الحكم وان لا مناص من العدل فهو دوما أساس الملك ، وان سماع العقلاء المخرج من البلاء .

المشـاهدات 603   تاريخ الإضافـة 26/02/2020   رقم المحتوى 5069
أضف تقييـم