النـص : مما لا شك بان التغيرات المناخية في العالم قد اصبحت لها تأثير كبير و بشكل عام و بالأخص في العراق والذي ينتمي الى المناطق التي فيها نسبة التصحر و الجفاف في اعلى مستوياتها و ان هذه التغيرات المناخية قد اثرت بعدة عوامل و اهمها مصادر المياه و لذلك يجب ان تكون هناك خطوات حقيقة في هذا الاتجاه . فبالأمس القريب قد اطلقت وزارة الموارد المائية حملة لترشيد الاستهلاك للمياه و زيادة وعي المواطنين و على الرغم بانها خطوة جيدة الا اننا نرى بانها غير كافية في الوقت الحاضر و المستقبل ، ان منظومة الري في العراق قد اسست في بداية الثلاثينيات و التي تم انشاء العديد من المشاريع الاروائية في العهد الملكي وضمن مجلس الاعمار و التي كانت الخطة الرئيسية هي بان يتم التقليل من اخطار الفيضانات و السيول بسبب عدم وجود سدود في داخل العراق و كذلك عدم وجود سدود في دول المنبع . لذلك فان معظم هذه المشاريع قد تم بنائها في فترة الوفرة المائية اضف الى ذلك عدد السكان في العراق هو بضعة ملايين في ذلك الوقت .لذا يتطلب تفعيل اجراءات و خطوات حقيقة من اجل تحويل المشاريع المستقبلية الى مشاريع الشحة المائية اما عن المشاريع المنفذة فيتطلب اعداد دراسة فنية و اقتصادية عن ما اذا كانت تنفع في المرحلة الحالية او المستقبلية ولربما قد تحتاج الى تحسين في ادائها لتتلائم مع المرحلة الحالية والمستقبلية .ان زيادة عدد السكان بشكل كبير و قلة الموارد المالية و قلة الواردات المائية نتيجة سؤاسة دول المنبع وازدياد الحاجة وزيادة السكان قد ادى الى وجود فجوة كبيرة بين الاستهلاك و المتوفر ففي فترة الوفرة المائية كان العراق يعاني من الفيضانات و السيول اي زيادة الواردات .لقد اشرنا سابقا بان وزارة الموارد المائية قد نظمت حملة توعوية لغرض ترشيد الاستهلاك و نحن بدورنا نشد على هذه الخطوة و لكن تحتاج الى ان يتم تنظيمها بقانون رادع من خلال وضع و تفعيل عدادات مياه لكل القطاعات الاستهلاكية حتى على الفلاح وهذا ما هو مطبق في كثير من الدول حيث ان الجهات المنفذة قد وضعت عدادات على استهلاك المياه بشكل عام و حتى على المياه الجوفية اضافة الى تغريم اي شخص ليس لديه عداد مع العلم بان وضع تسعيرة مناسبة و ليست رخيصة تضع المواطن في حالة عدم الاسراف في اي استهلاك للماء وتجعل من تطبيق القانون امرا سهلا . و بالعموم فان الوضع قد تغير كثيرا عما هو الان و يجب ان يتم حساب لأي هدر في قطرة الماء فالمياه هي الحياة و لا حياة بدونه .
|