تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( هناك مَنْ سكن الذاكرة ..!!)) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : كثيرون مَنْ يمرّون في الحياة كسحابة صيف ، لن يتركوا أثراً حتى وان عاشوا مئات السنين ، حيث تنطبق عليهم القصّة القصيرة جداً ( ولد ، عاش ، مات ) ،وهناك مَنْ يترك أثراً كبيراً لكنّه ضئيل في رأي الناس ، هؤلاء هم الملوك والحكّام الجلّادون والقتلة والفاسدون الذي بعد هلاكهم تتبعهم اللعنات ولن يتذكّرهم الناس الاّ اذا أرادوا أن يبصقوا على ذكراهم ، ويا ليت الأحياء المتمسّكين بالكراسي مهما كان شكلها ونوعها يدركون ما ستؤول اليه ذكراهم بعد الرحيل !! ولكن القليل مَنْ يترك أثراً ضئيلاً لكنّه كبير عند الآخرين ، وهؤلاء مَنْ يقدّمون خدمة للناس والوطن بلا أدنى مقابل !! اثنان عرفتهما كانا من الفئة الثانية ، قدّما خدمة بلا مقابل ورحلا بهدوء لكنّهما سكنا ذاكرتنا نحن الذين اكتوينا بجنون الكتابة والأدب !! ناصر سالم فارس ( ناصر أبو الجرايد ) ، وعبدالرزاق ناصر ( أبو مروة) عاشا بيننا كطيرين حالمين بالمحبّة يرفرفان بأجنحتهما ناثرين عبق محبّتهما علينا جميعاً دون أن يطلبا منّا شيئاً !! أواخر الثمانينات عرفت ناصر أبو الجرايد حين كان يجلس أمام المحلّات الملاصقة الى سينما الكرنك مفترشاً الأرض بالعديد من الصحف والمجلّات التي كانت تصدر حينها ليكون محطّتنا في كل يوم عندما ننزل الى العشّار ،جالسته ونادمته كثيراً في نادي المعلمين القريب من مكان عمله بعد أن يسدل الليل ستاره ، تعلّم منه مهنة بيع الصحف والمجلات صديقنا المرحوم حسين عودة ليستقلّ بنفسه مفترشاً الأرض بصحفه في شارع المطاعم الواصل بين ساحة أم البروم وشارع الكويت ، وشيئاً فشيئاً يتعلّم حسين مهنة الصحافة والرياضية تحديداً لينضمَّ الى نقابة الصحفيين ، ويرحل بهدوء اثر نوبة قلبية مفاجئة قبل رحيل صديقه ناصر !! ظل ناصر ملتزماً بكل شيء ، فكره ومبادئه وعشقه للوطن والناس من خلال مهنة بيع الصحف ليحصل على كشك صغير عند مدخل أم البروم يكون معلماً للقاءاتنا ومواعيدنا ومحطة بريدنا ايضاً ، في 2020 رحل ناصر أبو علي بهدوء تاركاً خلفه حكايات ولقاءات ورسائل شتى تملأ ذاكرتنا ، وما يزال الكشك وعنوان بريدنا ولقاءاتنا ( عند ناصر أبو الجرايد ) قائماً لحد هذه اللحظة بوجود ابنه علي الذي حلّ محلّه !! وعرفت أبا مروة ( رزاق المالكي ) عام 2016 حينما دخل مقر اتحاد ادباء البصرة حاملاً كاميرته ، ليظلّ حاملها وموثّقاً كل نشاطات الاتحاد منذ تلك اللحظة الى اعتكافه في البيت وابتعاده عن كل الأنشطة سواء في الاتحاد أو في أي مكان آخر لحالة ألمّت به ، بعد أن كان شعلة نشاط وعمل في كل وقت ، كما أخذ على عاتقه توثيق فعّاليات الادباء والفنانين اينما أقيمت ، لكنّه انكسر بعد رحيل زوجته المفاجئ بداية هذا العام ليشاركها الرحيل قبل أيام تاركاً في ذاكرتنا نحن الذين عايشنا حركته كنحلة تدور بين الحدائق باحثة عن رحيق ، لتصنعه عسلاً من حكايات وذكريات !! رحل ناصر ورزاق الى العالم الآخر لكنّهما بقيا خالدين في ذاكرة الأدباء والفنانين والصحفيين وغيرهم لأنهما خدما الثقافة في مدينتنا دون أن يأخذا ثمن ذلك ، لهذا ستظل ذكراهما ناقوساً يدقّ في كل لحظة ننزل بها الى العشار لنمرّ من أمام كشك ناصر ابو الجرايد ،أو يعيد الينا الفيسبوك لقطات سجّلها أبو مروة بكاميرته ذات يوم ، لروحيهما السلام ، وأتمنى أن يعي الناس جميعاً معنى تقديم الخدمة والمحبّة بروح انسانية عالية، لأنها ستبقى بعد رحيل صانعها!!!. |
المشـاهدات 182 تاريخ الإضافـة 19/08/2024 رقم المحتوى 51679 |
طالب عبد العزيز حديقة رموز |
القبض على متهم بالارهاب كان يروم افتعال دكة عشائرية في ميسان إيران تعلن الإطاحة بشبكة "تكفيرية متطرفة" على الحدود العراقية |
اوضحت أسباب استمرار نقص تجهيز الكهرباء الوطنية الكهرباء: تأجيل ضخ الغاز الإيراني يضاعف الضغط على منظومة الطاقة العراقية |
سقوط الاسد والتأثير العكسي على خارطة المنطقة |
لحضوره الثقافي والفني .. الفنان " محمد محسن السيد ..تحدٍ وإصرار على التواصل الابداعي |