عبد العليم البناء ـ متابعة

يواصل مبدعو المسرح العراقي تأكيد حضورهم الفاعل والمميز في صدارة المشهد المسرحي العربي والدولي بجدارة واقتدار، سواء على صعيد المهرجانات أم الملتقيات والمؤتمرات والورش المسرحية وغيرها وعلى مدى عقود عدة، لاسيما في دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي  المتعاقبة ، حيث اختارت إدارة دورته الحادية والثلاثين والتي ستنطلق من 1 إلى 11 أيلول سبتمبر المقبل، برئاسة الدكتور سامح مهران، (23) عرضاً مسرحياً عربياً وأجنبياً، في مقدمتها مسرحية (تاء التأنيث ليست ساكنة) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والآثار، والتي ستنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن عشرين عرضاً مسرحياً عربياً وأجنبياً، ومسرحية (حكاية درندش) من انتاج نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام، التي ستعرض على هامش المهرجان ضمن ثلاثة عروض مسرحية.مسرحية (تاء التأنيث ليست ساكنة) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والآثار وإخراج الفنانة مروة الأطرش وكانت نتاج ورشة الجسد التي أنجزت على هامش الدورة الرابعة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي أقامته دائرة السينما والمسرح عام2023تحت شعار (المسرح يضيء الحياة)، حيث وضعت الأطرش نص العرض في ورشة كتابة بالتعاون مع الفنانين: لبوة عرب، وحسين بريسم، ثم اندمجت مع فريق التمثيل للمسرحية مع: مها الأطرش، مرتضى نومي، نعمت الفتلاوي، غفران فارس، أشرقت غانم حميد، مروة أثير، وحازت على إعجاب وتقدير الجمهور والنقاد لقدرتها على اختصار موضوعه وشموليته، حيث سلط الضوء على المرأة والمظالم المتعلقة بحياتها اليومية في المنزل والعمل ومن قبل أفراد الأسرة، وصولاً إلى تأثير أبعد الناس عنها، كلها شجون تناولها العرض بكثير من العمق والوعي رغبة في التخفيف من السلطة المركبة التي تتحكم بمجريات حياتها، إذ تطرح في المسرحية الحلم بعالم تجد فيه الحب والسلام، وتسعى في طريقه كي يتوقف تعنيف النساء، من خلال طرح خمس قضايا مجتمعية عبر نماذج لخمس نساء عانين من التنمر والتعنيف وقسوة الرجل عليهن، حيث تروي كل منهن حكايتها مع الرجل سواء أكان أباً أم أخاً أم زوجاً، ليصل العرض إلى أن المرأة هي رحم البشرية الأول وأن العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة قائمة منذ الأزل، وبالتالي لا يمكن لأحدهما أن يفكر بالقضاء على الآخر لأن كينونة الحياة تختلف وتتغير.في حين ستعرض مسرحية (حكاية درندش) لنقابة الفنانين العراقيين – المركز العام بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين – فرع ميسان، على هامش المهرجان ضمن ثلاثة عروض مسرحية عربية، وهي من تأليف وإخراج وأداء الفنان المبدع ماجد درندش، ودراماتورجيا الدكتور جبار حسين صبري،. المسرحية عرض جميل ومغاير زاوج بين الكوميديا السوداء والضحك بطريقة اللعب, والارتجال ومشاركة المتلقي بالحدث، وبأسلوب "السهل الممتنع" الذي لعب عليه ماجد درندش بدارية وحنكة عالية على وفق تلقائية الأداء التي شكلت لوناً جديداً في المسرح العراقي، وربما العربي، ليمزج الكوميديا بالمأساة، في سردية درامية تنتقل بنا من بغداد إلى الأردن واليمن والهند وكندا وغيرها، مشكلاً خطوة رائدة في المسرح العراقي، الذي يؤسس فيه مشروعه الفني الاحتجاجي الذي ما يزال ينهل منه قوة حضوره المسرحي، في متواليات مسرحية إنسانية واقعية ذات أبعاد درامية وجمالية وفكرية وإبداعية فاعلة. المسرحية سبق أن عرضت في منتدى المسرح التجريبي في العاصمة بغداد يومي الخميس والجمعة 13 و14حزيران 2024، ولاقتت أصداءً إيجابية لدى جميع المعنيين والمهتمين بالمسرح بمختلف شرائحهم ناهيك عن الجمهور العريض.وتم اختيار مسرحية (تاء التأنيث ليست ساكنة)  ضمن (20) عرضاً مسرحياً عربياً وأجنبياً بينها (10) عروض مسرحية عربية هي :  (بوتكس) من المملكة الأردنية الهاشمية ، (شجرة اللبان) موشكا، من سلطنة عمان، (الألباتروس) من تونس، (فطائر التفاح) من المغرب، (صمت) من الكويت، (قرط) من تونس، (الظل الأخير) من السعودية، (معتقلة) من فلسطين، (زغرودة) من الإمارات. إضافة إلى (10) عروض أجنبية وهي : ((Autorretrato  من الاكوادور، (Medea Treno) من أسبانيا، ) WOUND) من ألمانيا، (Salon) من المجر، (BEHULA LAKHINDAR PALA AN INNOVATIVE HUMAN PUPPET SHOW) من الهند، (Celebrators) من اليونان،  (Polarities 01: Clytemnestra VS Agamemnon) من اليونان، (Elevator) من  رومانيا، (Water) من جنوب أفريقيا، (Bab(b)el) من ألمانيا، كما قامت لجنة المشاهدة باختيار ثلاثة عروض تعرض على هامش المهرجان في مقدمتها مسرحية (حكاية درندش) من انتاج نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام، نص واداء الفنان ماجد درندش، ودراماتورجيا: جبار حسين صبري، ومسرحية (إبرة) من الإمارات، ومسرحية ( ضوء) من السعودية.تكونت اللجنة التي قامت بمشاهدة واختيار العروض المشاركة (اللجنة العليا للمهرجان) من الأستاذ الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان، والدكتور محمد الشافعي المنسق العام للمهرجان، والأستاذة الدكتورة دينا أمين والأستاذ الدكتور أيمن الشيوي (مديرا المهرجان) ، وعضوية كل من: الأستاذ الدكتور أحمد مجاهد، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتورة أسماء يحيي الطاهر، والمخرج أحمد البوهي، ومقرر اللجنة مارينا جلبي، وشاهدت اللجنة العليا لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ما يقرب من (300) عرضاً تقدمت من العديد من الدول العربية والأجنبية، الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تنعقد دورته المقبلة من (1 إلى 11 أيلول سبتمبر 2024 )، وهو مهرجان تنافسي تنظمه وزارة الثقافة المصرية سنوياً، وهو بمثابة فرصة للتواصل والحوار بين مختلف الثقافات والمجتمعات من خلال فنون الأداء، ويهدف إلى تقديم أحدث التطورات في المشهد المسرحي الدولي، ويعد أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويهدف المهرجان إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.