*الله بالخير : اشماغ ام ياشماغ ..اول من اعتمره جدنا ((كوديا)) ! |
ديرة |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : عادل العرداوي
تعالوا معي اعزائي القراء نسبر غور بعض مفردات لهجتنا العامية العراقية المليئة بالبلاغة ودقة التعبير ووضوح المعنى والطرافة ...! فمنذ الاف السنين واجدادنا ابناء الرافدين كانوا يعتمرون على رؤوسهم قطعة قماش ملونة بعدة الوان ولكن الغالب في الوانه اليوم الابيض والاسود ( المنقط) وكذلك الاحمر ، اطلق عليها جدنا الملك السومري ( كوديا) قبل خمسة الاف سنة تسمية ( اش - ماغ) وتعني باللغة السومرية غطاء الراس ، وهذا مادفع بكوديا لان يعتمره على رأسه على شكل لفة ( چراويه) بغدادية شعبية ، وهذ يعني ان الچراوية هي الاخرى لها جذر عميق الامتداد في سفر حضارة وادي الرافدين الذين نحن ابناء الجيل الحاضر نعد ورثة جدنا كوديا ... ليس هذا فقط بل ان بعض المصادر تشير الى بعض الدلالات التاريخية التي يحملها تصميم ( اليشماغ ) الحالي الذي نعتمره دون ان نحس بها او نلتفت اليها ..! فالخطين الموجودين في كل ( يشماغ) انما يدلان على وجود النهرين العظيمين دجلة والفرات ومابينهما رمزاً لامواج البحر الذي كانت مملكة سومر تقع على ضفافه قبل ان ينحسر وتتراجع مياهه الى الخليج العربي اليوم ... تصوروا ..!! وايضاً يدخل في حيز ( اليشماغ او الشماغ) انواع ( الغتر) التي يعتمرها بعض الناس والتي تسمى المفرد منها احيانا ( چفيه او شطفه) والتراث الشعبي العراقي ملئ بالاشارات والحكايا الجميلة والاغاني الشعبية التي يرد فيها اسم اليشماغ والعقال وما يرافقهما من هالة احترام وقدسية اجتماعية ، فعندما يهان العقال والشماغ في العرف الاجتماعي فان السلف او الديوان او العشيرة او القرية تهان ويخدث جراء ذلك مالا يحمد عقباه ..!! ومن بين الاغاني والاشعار الشعبية التي قيلت عن حادثة قديمة تعرضت لها مدينة بغداد في سالف الايام انطلق هذا المستهل لاغنية او لقصيدة شعبية لمغن او شاعر مجهول يوضح فيها :
درب ابغداد انگطع ، كطعته الخياله .. اهل الچفافي الحمر والعگل مياله ..! وللحديث بقية في حلقة مقبلة نتطرق فيها الى انواع (اليشاميغ والعگل )التي كانت سائدة وانقرضت ألان والوانها وطريقة اعتمارها ودلالاتها الاجتماعية ورموزها ...الخ ... |
المشـاهدات 230 تاريخ الإضافـة 25/08/2024 رقم المحتوى 52013 |