النـص : تنهض الامم والشعوب بالتخطيط العلمي السليم فتضع في تصورها بعد دراسات مستفيضة وليس قرارات عشوائية ان العام الدراسي المقبل سيتخرج فيه العدد كذا في مرحلة الدراسات الجامعية الاولية البكلوريوس وكذا عدد في الدراسات العليا الماجستيروالدكتوراه وهذه الارقام لم تأتي من فراغ ولا تشكل عبئا على دوائر الدولة فكل شيء كان محسوبا حسابه وعلى ضوء الحاجة تم قبول الطلبة وتم التخطيط لتخرجهم بعد اربع سنوات دراسية وقد هيأت الدولة لكل خريج مكانه وضمن الاختصاص الذي تخرج فيه وهكذا كان العراق مثل الدول التي تسعى لبناء نهضة علمية وصناعية فنراه قد اسس مؤسسة المعاهد الفنية لتخريج حملة الدبلوم للاستعانة بهم ككوادر وسطية في مؤسسات الدولة وحسب الحاجة والاختصاص .
لقد جلب انتباهي تصريح لمسؤول في وزارة الصحة قبل ايام قليلة قال فيه (ان خريجي الكليات الطبية لهذا العام 57 الف خريج وحاجة الوزارة هي 15الف فقط ) فاين يذهب ال42 الف الباقين بكل تأكيد انهم سيضافون الى فيلق العاطلين و إن هناك خلل في عملية التخطيط في القبول المركزي للكليات الحكومية وكذلك التوسع في افتتاح التعليم الجامعي الاهلي الذي زاد الطين بلة وما ينطبق على المجموعة الطبية يسري على بقية الاختصاصات من حيث زيادة عدد الخريجين عن الحاجة الفعلية وهذا مرده اساسا الى عدم وجود التخطيط الدقيق للحاجة الفعلية لكل اختصاص في الدراسات الجامعية الاولية وكذلك الدراسات العليا أضافة الى كارثة الشهادات المزورة من لبنان وغيراها والتي تجاوز عددها عشرات الالاف وفق احصاءات رسمية سابقة .
إن ظاهرة الخريجين العاطلين عن العمل هي احدى نتائج الفوضى وعدم التخطيط السليم للحاجة الفعلية لكل اختصاص علاوة على عدم وجود مؤسسات ومصانع تستوعب العدد الاكبر من هؤلاء وعدم تكافئ الفرص في التعينات جعلهم يشكلون اليوم ظاهرة اجتماعية لها تأثيراتها السلبية على تطور وبناء المجتمع وهذا يتطلب اعادة النظر في قوانين التعليم العالي واخضاعها الى عملية التخطيط لكي ياخذ كل ذي حق حقه في ايجاد فرصة عمل تحفظ للانسان كرامته وتأمن له لقمة العيش الكريم
واخيرا اقول متى تكف الاجهزة الامنية عن اهانة المواطن اذا خرج يطالب عن حق مشروع وهل تصرف قوات مكافحة الشغب ضد متظاهري المجموعة الطبية يتماشى مع الديمقراطية وحقوق الانسان يا حكومة ؟؟؟
|