السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين... |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : هادي عباس حسين مضى الكثير من عمري ولم اشعر كيف تجاوز السبعين ، الذي يراني يقدر سنوات عمري الاربعين ، وكنت اجد افكارا تدور في مخيلتي ان الاجل يقترب واول ملامحه ان يبقى الفرد جالسا في بيته وان اراد ان يتحرك لا بتعدى الا خطوات ممنوعها باب البيت ، اصبحت اودع اولادي وهم خارجين لاعمالهم ، اتتبع خطاهم حد باب الخروج واردد مع نفسي - انشاء الله محفوظين.. لابقى في شوق مستمر لعودتهم ليتكرر سؤالي - هل اتى فلان..وفلان وفلان.. بين كل لحظة واخرى يتكرر نفس السؤال لاجد ربة البيت تتذمر من كلامي ،لم ارتح حتى ترن كلمة تشابهت - السلام عليكم .. اني اعرفهم من اصواتهم فاشعر براحة تامة لانطلق باتجاه غرفتي قبري الذي انتظر لحظة فراقي لها يوم دفني هناك باطراف مدينتي ، هذه الجدران الاربع رحبت بي وانا رحبت بها بنظراتي لهن ، كانت سداسية الشكل لذا كرهت التواجد بها كوني مللتها منذ البداية ، رغم الانوار التي ملأتها الا عيني صعب عليها تحديد الاشياء الموجودة بها، هذا الكنتور المقابل لي مرت اعوام وهو قائم امامي ، تمعنت بابوابة واخذت اوجه اسئلة قلتها واجبت عليها - ما الموجودات بداخل هذه الباب..اجيب - ملابسي.. وهناك... - حاجيات زوجتي ...و..و. حتى شعرت بتعب كبير ، لتبتعد نفسي من كابوس كهذا .. علا صوت التافاز لاتمعن بهذه الجموع المتوجه الى كربلاء في اربعينية سيد الشهداء ، الملايين اتجهت لصوبك في ذكرى هذه الفاجعة ، تمعنت بدقة وانا لارى رجلا جالس بعربته ويسير هو الاخر يقصد وصوله الى هذا المكان الطاهر قلت مع نفسي - ما بي انا ... شدني الشوق ان اصبح كالبرق لاقف وراء هذا الحسيني .. لاردد بصوت - اريد الذهاب مع هؤلاء لايداء الزيارة .. سالت على خدي دموعا لم تنقطع بعدما تحسست حالة مرضي وسوء صحتي ، رفعت يدي للسماء وخاطبت ربي بتوسل - يا رب انت تعلم بحالي ..والحسين يعلم بحالي .. رحت امسح دموعي باطراف دشداشتي وانا اردد - لبيك ياحسين ياشهيد .. علا صوتي اكثر - السلام عليك يا ابى عبد الله . التف حولي واولادي وصوت امهم هو الاخر يدوي - خذوه للزيارة .. اريحوه ... لم يتكلم احدا منهم بل سكتو جميعا. بينما انا اردد مع صوت التلفزبون بقراءة الزيارة .. كانت عين ابنتي تنتشر على وججها لتؤكد - انشاء الله ستكن معي . . صوتي يدوي في ارجاء المكان وبلا توقف - السلام عليك يا ابى عبد الله الحسين ..
|
المشـاهدات 72 تاريخ الإضافـة 25/09/2024 رقم المحتوى 53919 |