الأحد 2024/10/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين...
السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين...
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

هادي عباس حسين

مضى الكثير من عمري ولم اشعر كيف تجاوز السبعين ، الذي يراني يقدر سنوات عمري الاربعين ، وكنت اجد افكارا تدور في مخيلتي ان الاجل يقترب واول ملامحه ان يبقى الفرد جالسا في بيته وان اراد ان يتحرك لا بتعدى الا خطوات ممنوعها باب البيت ، اصبحت اودع اولادي وهم خارجين  لاعمالهم  ، اتتبع خطاهم حد باب الخروج واردد مع نفسي

- انشاء الله محفوظين..

لابقى في شوق مستمر لعودتهم ليتكرر سؤالي

- هل اتى فلان..وفلان وفلان..

بين كل لحظة واخرى يتكرر نفس السؤال لاجد ربة البيت تتذمر من كلامي ،لم ارتح حتى ترن كلمة تشابهت 

- السلام عليكم ..

اني اعرفهم من اصواتهم فاشعر براحة تامة لانطلق باتجاه غرفتي قبري الذي انتظر لحظة فراقي لها يوم دفني هناك باطراف مدينتي ،  هذه الجدران الاربع رحبت بي وانا رحبت بها بنظراتي لهن ، كانت سداسية الشكل لذا كرهت التواجد بها كوني مللتها منذ البداية ، رغم الانوار التي ملأتها الا عيني  صعب عليها تحديد الاشياء الموجودة بها، هذا الكنتور المقابل لي مرت اعوام وهو قائم امامي ، تمعنت بابوابة واخذت اوجه اسئلة   قلتها واجبت عليها

- ما الموجودات بداخل هذه الباب..اجيب

- ملابسي.. وهناك...

- حاجيات زوجتي ...و..و.

حتى شعرت بتعب كبير ، لتبتعد نفسي من كابوس كهذا ..

علا صوت التافاز لاتمعن بهذه الجموع المتوجه الى كربلاء في اربعينية سيد الشهداء ، الملايين اتجهت لصوبك في ذكرى هذه الفاجعة ، تمعنت بدقة وانا لارى رجلا جالس بعربته ويسير  هو الاخر يقصد وصوله الى هذا المكان الطاهر قلت مع نفسي

- ما بي انا ...

شدني الشوق ان اصبح كالبرق لاقف وراء هذا الحسيني .. لاردد   بصوت

- اريد الذهاب مع هؤلاء  لايداء الزيارة ..

سالت على خدي دموعا لم تنقطع بعدما تحسست حالة مرضي  وسوء صحتي ، رفعت يدي للسماء وخاطبت ربي بتوسل

 - يا رب انت تعلم بحالي ..والحسين يعلم بحالي ..

رحت امسح  دموعي باطراف دشداشتي وانا اردد

- لبيك ياحسين  ياشهيد ..

علا صوتي اكثر

- السلام عليك يا ابى عبد الله   .

التف حولي واولادي وصوت امهم هو الاخر يدوي

- خذوه للزيارة .. اريحوه ...

لم يتكلم احدا منهم بل سكتو جميعا. بينما انا  اردد مع صوت التلفزبون بقراءة الزيارة ..

كانت عين ابنتي تنتشر على وججها لتؤكد

- انشاء الله ستكن معي . .

صوتي يدوي في ارجاء المكان وبلا توقف

- السلام عليك يا ابى عبد الله الحسين ..

 

 

المشـاهدات 72   تاريخ الإضافـة 25/09/2024   رقم المحتوى 53919
أضف تقييـم