الأحد 2024/10/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
( الفرق بين اليابسة والماء ) - قراءة في نص الشاعر - جلال عباس
( الفرق بين اليابسة والماء ) - قراءة في نص الشاعر - جلال عباس
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

قراءة - حمزة فيصل المردان

 

ينتابك احساس اخر عندما تكون وسط الماء في ( بلم) او زورق او سفينة كبيرة وهي تمخر عباب الماء والامواج تتلاطم بجدرانها  محدثة دويها غير المفتعل ، فأنت مسافر عبر الماء الى اليابسة شعور غريب ستشعر به تعيش اللحظة بكامل عنفوانها وتترك فيك اثرها الطيب

 لا اكتمكم سرّاً انت على اليابسة تشعر بأمان تام وحركاتك ليست محسوبه وانفاسك لك ،لكن في الماء انت  ضمن مغامرة كبيرة فربما تواجه الموت غرقا اذا انقلب القارب لا سامح الله فالموج هناك عاة ومتلاطم وانت تواجهه اعزل الا من ارادة الله وحفظه عندما تكون هناك

 تقول ...

اشهد ان لا اله الا الله

وان محمد رسول الله

وان عليا ولي الله

اللهم وليتك امري ،…

 هذا ما حدث معي في شط العرب في شهر شباط الفائت وانا في عرض الشط المتلاطم الامواج وهي اول تجربة لي في هذا المضمار ،

 نأتي الى صاحب النص ,لان مهنة الشاعر الذي خطّه لنا  بهذا الاسلوب الجميل  كابتن أي ( ضابط ) بحري عراقي وبثّه  بهذه الحيوية مفعم بالنشاط والعذوبه لان المرافئ مساحة تفكيره الواسعة اما اليابسة فيعود اليها لقضاء عطلة قصيرة ويعود لممارسة اختصاصه كضابط في البحرية العراقية فهو من محافظة البصرة جنوب

 العراق ، تحيط بها المياه من كل جانب الخليج العربي والاهوار والشطوط ، والانهار الفرعية التي تلتقي وفي التقائها تتكون مدن عامرة تعج بالحياة..

 اتحفنا الشاعر - جلال عباس - بهذا النص المفعم بالحيوية والنشاط والحركة الدائمة والترقب الظاهر ، نأتي الى النص ، ونقسمه الى اقسام حسب اكتمال الصورة فيه

( ينبغي الاعتراف

بأن الايام

ترسو كمراكب عاطلة

تجعل المراسي 

تبتسم موجعة

امام البحيرات ...)...

*- كيف ترسو الايام وهي تجري الى فناء أكيد فلا تعود ولا تسترجع وما يحدث فيها يذهب ادراج الرياح إلّا ما سجلته ذاكرتنا عبر ممراتها الواسعة

نعم ، هي مراكب عاطلة لو لم تستثمر من قبلنا باشياء مفيدة تدعم الفرد وتطوّر قابلياته في مجتمع محافظ نوعا ما على تقاليد متوارثة ، لكن اين ترسو واين تجمع وكيف يكون ذلك ربما في ذاكرة شاعر نشط طرح الخمول جانبا هذا هو الشاعر - عباس جلال ، ابن البصرة التي يحيط بها الماء باليابسة واولها شط العرب بأمواجه التي يحدثها الماء بجريانه الملفت ، عاطلة ورغم عطلها تبتسم هكذا يريدها الشاعر او هكذا يتخيلها رغم ما مر بنا من مآسٍ ، وجعلها الشاعر تبتسم رغم عطلها الظاهر للعيان لكن ابتسامتها بوجع شديد إذن لم يتغيّر شيء فالايام ذهبت من جهة ونحن نسير في جهة اخرى ننشد التغيير وهذا مقصده من النص ، لكن اين تلك البحيرات التي ستبتسم بها الايام التي تحولت الى مراكب عاطلة من كل شيء

(اذن رأيت نفسي

بحارا مثقلا

بشاطئ

له رأس عاصفة ...)...

*- وهذا ما يحدث كثيرا وفي منتصف الطريق الى المكان المقصود فتهبّ عاصفة تغيّر اتجاه المركب فتجد نفسك في جزيرة نائية وحيدا مرميا على رمال الشاطئ ( لا دان ولا ودان ) وتبدأ المتاعب ، او في هذه العاصفة تفقد التوازن فيغرق المركب ومن فيه كما حصل مع سفن وبواخر عملاقة وثقيلة جدا ومثالنا سفينة تاتانك

فاتبه بحارنا الشاعر ليجد نفسه مثقلا بشاطئ يروم الوصول اليه فحالت العاصفة بينهُ وبينهْ ، وربّما هذا الشاطئ هو حبيبة يشتاق اليها كلمّا ابحر وواجهه وجه الماء بامواجه المتلاطمة

وتقافز الاسماك والحيتان امامه

(وهو يعترف ايضا

ان المارة

تختطف المرفأ

تستعين بالقمر

ليدل المد

على اعلى موجة ....)...

*- اما في الليل الأمر مختلف جدا فهنالك لوحة جميلة خطّها الله لنا فالنجوم حينما تومض من بعيد تحدثك بهمس رائع جدا#وكذلك وجدت هذه النجوم كدليل للسير والعبور ، اما المد والجزر فتلك قصة لوحدها ففي الجزر تنحسر المياه في الشاطئ ، اما في المد فتزداد المياه وتتولد من ذلك امواج قوية وكبيرة ويرتبط ذلك بظهور واختفاء القمر

ولا شأن له بما تخطفه المارة بالنظر والتحليق في المرافئ القريبة والبعيدة

(ويعترف مرة ثانية

ان قارب النجاة

يربط عنقه

بمياه كافية

ليغرق ....)....

*- قوارب النجاة تنقذ المسافرين عبر السفن والبواخر في حالة غرقها ولعدّدة اسباب ولو كثر صعود الناجين فيه يغرق هو الاخر

( لكن ( حيدر ) يعترف

الزمن سيأتي بقميص ابيض

واي درب سـتأتي

نلعب نحن الاولاد )

*- وفي النهاية نعرف بان الشاعر بكتب نصه في تلمرفأ ويكمله في عرض البحر مع تلاطم الامواج ويهديه لشخص غال عليه ربما لم يشاهده منذ فترة طويلة وانقطعت اخبار التواصل بينهم

وربما يكون ابنه او اخيه او حفيده او جاره توأم الروح

 

 

المشـاهدات 47   تاريخ الإضافـة 29/09/2024   رقم المحتوى 54144
أضف تقييـم