على ورق الورد الطريق إلى النجومية ... منذر عبد الحر |
فن |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : من حق كل مبدع مهما صغرت مساحة عطائه أن يحلم بالشهرة والنجوميّة , ومن حقّه أن يطالب بالاهتمام بمنجزه مهما كان حجمه , وأعني هنا بحجم المنجز الفسحة الزمنيّة التي قضاها المبدع المعني في حقول تجربته , وهذه الفسحة الزمنيّة ليست قياسا نهائيا لطبيعة الابداع وأثر المبدع , لكنها تؤكد الإصرار في العمل على إعطاء التجربة ملامح تتحقق من خلال التواصل والديمومة وبناء المشروع الذاتي المنسجم مع عموم نسيج الحقل الذي يعمل المبدع تحت مسمّاه .
إن الاحتفاء بأيّة تجربة إبداعيّة لا يتأتى بسهولة , ذلك أن المشروع الذي يشهد بداية متألقة نافرة مثيرة من قبل مبدعه , سيؤشر حتما مسار طريق طويل يجب أن يسعى المبدع فيها وهي يشحذ خطواته بتكريس قوّة المشروع وبناء الأثر بناء تدريجيّا يحقق التواصل مع التجارب السابقة ويستفيد منها ويكون انتقاده لها من خلال أمرين :
الأوّل هو جديّة العطاء المتنوّع المختلف وتحقيق الرؤية الخاصة التي يختلف فيها مبدع اليوم عن مبدع الأمس , والأمر الثاني هو الهاجس التاريخي لمرحلة مبدع الأمس وطبيعة المجتمع والرسالة الإعلاميّة ووسائل الاتصال معا , لذلك يكون التقويم مبنيّا على المسار الذي كان سائدا والمعطيات المقدمة ضمنه , وبذلك تعرف حقيقة القيمة الابداعية لعطاء كلّ مبدع .
لذلك أدعو جميع نجوم الفن من الشباب أن يتأنوا في الحصول على الشهرة والمجد الذي قد يؤدي إلى الغرور والتعالي وبالتالي سيؤدي إلى الفشل المبكّر , وعليهم أن ينظروا إلى تجاربهم بعين طموح ناقدة تحاول حثهم على التطوّر الدائم والتعلّم من تجارب الآخرين , وأتذكّر في ذلك اعترافا عميقا للفنان الرائع الراحل عبد الخالق المختار قال فيه كم تمنيّت ُ أن أمثّل أمام عملاق الشاشة وملك التلقائية والاسترخاء في الأداء سليم البصري , ولو كان دوري معه – والكلام للراحل المختار – لا يتعدى فتح الباب وغلقه .
الاعتراف النبيل الذي ينم ّ عن روح خلاّقة وسعي جدّي لتطوير المشروع الفني الحقيقي للراحل المختار , هو درس في إخلاقيات النجومية والشهرة اللتين حققهما بجدارة الفنان الراحل عبد الخالق المختار من خلال عدد من الأدوار الكبيرة التي أدّاها وربما يأتي في مقدمتها دوره الخالد في مسلسل منّاوي باشا حيث أدّى دور جوهر بيك الذي كان من أهم أدوار المسلسل وكذلك في مسلسل الباشا حيث أدى فيه دور نوري السعيد بإجادة وإتقان واستيعاب عال ٍ لكل مساحات الدور ومعطياته , ومع هذا كان الراحل المختار يريد أن يتعلّم المزيد من تجارب المبدعين الذين سبقوه في العطاء والتجربة .
أما اليوم , ومع كل اعتزازنا بفنانينا الشباب , فيطلّ علينا فنان لم يتجاوز منجزه الثلاثة أعمال ليطالب بحقوق الشهرة والنجوميّة ويتحدث بنفس عال ٍ وينتقد هذا ويهجو ذاك , ولا يعترف بالمنجز الذي قدمه الذين سبقوه عادّا إياه ساذجا بسيطا جاء في زمن لم يكن فيه مفهوم الفن متطورا , وهكذا مثل هذه الآراء المتسرعة التي لا تنم عن نضج معرفي أو ثقافي أو حتى فنيّ , لذلك سيسقط مثل هؤلاء الفنانين وسيتحوّلون إلى متشكين باحثين عن أحلام فرص كبيرة ربما لن تأتيهم أبدا .
إن استعجال النجوميّة يحقق الخذلان والإحباط وربما الفشل المبكّر الذي يقود للعزلة , ولنا في ذلك أمثلة قاسية لا نريد أن نذكّر بأصحابها , لكننا نتمنى على المبدعين الشباب في كل حقول وألوان الابداع أن يتأنوا ويتعلموا دائما وأن يدرسوا جيدا مشاريع الذين سبقوهم وأن لا يستخفّوا بأية تجربة كي ينجحوا ويكونوا نجوما بحق لا تأفل بسهولة ! |
المشـاهدات 125 تاريخ الإضافـة 29/09/2024 رقم المحتوى 54157 |
على ورق الورد الموهبة ..والتخصص |
شهادة على الروح البشرية والتحدي في مواجهة الشر البشري العظيم. خبز وأزهار.. رسالة من نساء أفغانستان إلى العالم |
الفلورايد الموضعي للاسنان ... درهم وقاية خير من قنطار علاج |
إعلانات مضللة على صفحات فيس بوك وهمية للترويج عن علاجات طبية وعشبية مجهولة المصدر يعد جريمة خطيرة ومخالفة تستحق العقوبة |
تقاسيم على الهامش (( بصمةٌ لن تمحى وصورة مشعّة للأبد .. !! )) |