
![]() |
واحد من مبدعي الحرف الشعبي زامل سعيد فتاح شاعر الأغنية العراقية الخالدة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
رحيم الحلي ـ السويد
يُعد الشاعر زامل سعيد فتاح ، أحد أبرز رواد الشعر الغنائي في العراق ، إذ شكلت كلماته نقلة نوعية في تاريخ الأغنية العراقية الحديثة. وُلد عام 1941 في مدينة الشطرة بمحافظة الناصرية، تلك المدينة التي منحته إحساساً مرهفًا وصوتاً شعرياً مفعماً بالصدق والعذوبة. ورغم امتلاكه صوتاً غنائياً جميلاً، إلا أن نصيحة صديقه الملحن طالب القره غولي دفعته إلى تكريس موهبته لكتابة الشعر، فكانت كلماته نبضاً متجدداً للمشاعر العراقية.
ديوان "المگير": بصمة خالدة في الأغنية العراقية
في بغداد ، حيث استقر بعد زواجه عام 1970، أصدر ديوانه الأول "المگير" عام 1971، والذي ضم 35 قصيدة، أصبحت العديد منها أغنيات خالدة في الذاكرة العراقية. كان للملحن طالب القره غولي دور كبير في تحويل هذه القصائد إلى روائع موسيقية، مثل أغنية "جذاب" التي أصبحت نشيداً للحب واللوعة، وأغنية "يا ليل" التي أداها المطرب السوري جميل قطشة ثم تألق بها ياس خضر. ومن بين أشهر قصائده المغناة أيضًا "فرد عود" بصوت حسين نعمة، و"شكوى" التي قدمها رضا الخياط، و"نسينه يا هوى" التي أدّاها فؤاد سالم، و"يا غريب الدار" التي حملت توقيع كمال السيد وغناها قحطان العطار، ناقلةً إحساس الغربة والحنين إلى الأوطان.
الشاعر والعشق الأبدي
كان زامل سعيد فتاح شاعراً مهووساً بالعشق، لم يكن الحب بالنسبة له مجرد تجربة عابرة، بل كان مصدر إلهام مستمر، يسكبه في قصائده بشفافية نادرة. ومن بين أروع تجلياته الشعرية، قصيدته "المگير" التي وصف فيها وداعًا يمزق القلب:
مشيت وكل كتر مني
يجر بالحسرة والونة
كما كان للقطار حضور متكرر في قصائده، حيث ارتبط برحيل الأحبة والفراق الأبدي، كما في أغنيته الشهيرة "صاح الريل" التي غناها ياس خضر:
صاح الريل وانه وياه
يعت بيه واعتنه
يجرني بحيله ويصوفر
وانه معرد واجرنه
القصيدة الشعبية بروح حداثية
لم يكن زامل سعيد فتاح مجرد شاعر شعبي تقليدي، بل كان أحد رواد التجديد في القصيدة العامية العراقية، إذ صاغها بلغة بسيطة لكن بإحساس عميق، متمكنًا من تحويل المشاعر اليومية إلى صور شعرية خالدة. وكانت قصائده الوطنية مثالًا على ذلك، حيث عبّر في أغنيته "ماهو منه يا شعبنه" عن رفضه لكل خائن للعراق، مشدداً على قيم الانتماء والوفاء للوطن.
رحيل مبكر وخلود أبدي
في عام 1983، خطف حادث مروري مأساوي حياة زامل سعيد فتاح، لكنه ترك إرثاً شعرياً خالداً ما زال ينبض في قلوب العراقيين. فرغم غيابه الجسدي، بقيت كلماته تغنى في كل بيت، وكأنها جزء لا يتجزأ من الهوية العراقية. لقد عاش شاعراً مخلصاً للحب والفن، وظل صوته الشعري حياً في ذاكرة العراق ، يرددها العشاق في ليالي السمر، ويناجي بها المغتربون حنينهم الذي لا ينتهي. |
المشـاهدات 503 تاريخ الإضافـة 17/05/2025 رقم المحتوى 62987 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |