مَن يعادي الشجر يعادي البشر!! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب صادق السامرائي |
النـص : قانون أرضي أزلي , فلا توجد أمة عادت الشجر وأعلنت الظفر , وفي بلاد النخيل الأصيل , قاتلها البشر فأحاق بهم إنتقام وكدر.الشجر نعمة وقوة وقدرة روحية ونفسية لا تقدر بثمن.فاللون الأخضر يمثل الحياة , ولديه القابلية على مخاطبة السماء , والتفاعل مع الغيوم وإستدعاء المطر.ولهذا إحترم أجدادنا الشجر , وحذروا من قطعه والإضرار به , أما النخلة فكانت قيمتها عالية , فهي مباركة معطاء.أجدادنا كانت المرابع الخضراء مواطنهم , وأحفادهم أحالوها إلى بقاع جرداء , فتنامت في دنياهم العداوة للون الأخضر , فعم الأسود بلاد السواد.المجتمعات المتحضرة تهتم بالشجر وتسن القوانين الصارمة لمعاقبة المعتدين على الشجر , وتحافظ على المساحات الخضراء في مدنها وتعتني بها أيما عناية.وفي مجتمعاتنا تكاد مدننا تخلو من الأشجار , ففي مدينتنا عندما كنا أطفالا كانت شوارعها زاهية بأشجار الدفلى والليوكالبتوس , وعند مدخلها حديقة غناء تصدح فيها الأطيار , ونرتادها للتنزهوالدراسة , ومع توالي الأعوام تم إكتساحها وتحويلها إلى بقعة جرداء يكسوها اللون الأسود.وعلى غرارها أصيبت مدن البلاد بالخواء , حتى بساتين النخيل العامرة تحقق تجريفها لأسباب أمنية , ولمسوغات عدوانية ما أنزل الله بها من سلطان.ويمكن القول أن قوة أي مجتمع تتناسب طرديا مع المساحات الخضراء المنتشرة فيه.فهل لدينا الرغبة والقدرة على زراعة الشجرة وإحترامها وعدم العدوان عليها؟!! |
المشـاهدات 206 تاريخ الإضافـة 09/10/2024 رقم المحتوى 54580 |