النـص : الابداع بمختلف اتجاهاته الادبية والفنية والثقافية لايمكن ان تحد حدوده مؤسسة حكومية أكانت أم غير حكومية ، وبحكم الانفتاح الثقافي الذي حصل بعد عام 2003 في العراق وانتشار دور النشر الاهلية واتساع رقعة الاصدارات الابداعية وحرية كتاب الدراما وانحسار أو تلاشي مقص الرقيب على النتاجات الدرامية والغنائية والفنية الاخرى ، تواجه هذه الاجناس الابداعية كلها من شحة التمويل والدعم الحكومي وترك المبدعين ونتاجاتهم في مهب الريح أمام معضلة تكاليف النشر والانتاج وتركهم تحت رحمة القطاع الخاص الذي لايتفاعل مع هذه الاصناف الابداعية في ظل الصمت وتلاشي الدعم الحكومي في ظل وجود جهة قطاعية وهي وزارة الثقافة ، ويفترض أن يكون وجودها كجهة راعية للابداع والمبدعين في هذه المرحلة الانتقالية من حياة العراق بعد عام 2003 على المستويات كافة ولاسيما موضع بحثنا اليوم وهو المستوى الثقافي الذي عانى مبدعوه من قلة او انحسار الدعم الحكومي ، حيث كان دور وزارة الثقافة طيلة العشرين عاماَ الماضية دورا هامشيا مع وجود الاتحادات والنقابات التي كان يفترض ان تكون صوت المثقفين والفنانين والادباء امام الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة حيث كانت الادوار كلها متشابكة في ظل عدم الاهتمام الحكومي بالقافة وضروبها الابداعية وتهميش الدور النقابي من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية ، الامر ااذي يدعونا مرة اخرى بعد أن تحدثنا سابقاً عن هذا التهميش للابداع والمبدعين واقتصار مهمة وزارة الثقافة من خلال مؤسساتها المختلفة على القيام بنشاطات وفعاليات لاتتناسب مع حجم الابداع بمختلف جوانبه ولاتراعي مكانة المبدع في المجتمع وعدم توفير الدعم الكافي للانجاز الابداعي من جهة وعدم دعم المبدعين معيشياً وصحياً الدعم الذي يليق بمكانة المبدع الذي يشكل العلامة المعرفية والحضارية الفارقة للبلد ، الامر الذي يتطلب من وزارة الثقافة وقبلها مجلس النواب والوزراء ان تولي الاهتمام المطلوب للابداع والمبدعين بمختلف توجهاته في الادب بأجناسه المختلفة والفن بأنواعه المختلفة على مستوى النشر والمسابقات الابداعية ودعم الاخرى التي تقيمها الاتحادات فضلا عن دعم الانتاج الدرامي والسينمائي والمسرحي والمعارض التشكيلية والمهرجانات الغنائية والموسيقية وتخصيص الجوائز والتكريمات التي تليق بالمبدعين كما لابد من تبني مجلس النواب كجهة تشريعية لقانون تقاعد الادباء والفنانين والمثقفين وعن طريق وزارة الثقافة الجهة القطاعية الحكومية التي تشرف على هذه الاجراءات وبالتنسيق مع الاتحادات والنقابات المختصة بهذا الشأن الثقافي والمعرفي .
|