الخميس 2024/11/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
الله بالخير : ((فدعه)) شاعرة اللوعة والحكمة البليغة !
الله بالخير : ((فدعه)) شاعرة اللوعة والحكمة البليغة !
ديرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عادل العرداوي

تعد ( فدعه ) الشاعرة واحدة من مثابات الحرف الشعبي في العراق الحديث التي لايمكن تجاوز تجربتها الشعرية الثرة التي مازالت بعض ابداعاتها الشعرية المعبرة يرددها الناس في الحواضر والارياف جيلاً بعد جيل وسيظلون كذلك لان شعرها يمثل مرحلة زمنية مؤثرة ودقيقة في حياة ناس ايام زمان الذين كانوا يجدون في اشعار فدعه بلسماً شافياً للتخفيف عن همومهم وحياتهم الصعبة ومعاشهم الشحيح انذاك ...

الكثير من الاصدقاء يطلبون مني بين اونة واخرى ان اتطرق الى موضوع هذه الشاعرة ( الحكيمة) البارعة ، الفاهمة ، المشخصة ..

 

واجد نفسي محرجاً ومتخوفاً في ان لااعطي فدعة حقها ومكانتها المناسبة لذلك تجدني ارواغ في ذلك بحجة عدم توفر نصوصها الشعرية وحكاياتها الساحرة التي تنضح بالحكمة والمعرفة ..

 

وفدعة عي بنت حكيم الريف العراقي الراحل ( علي آل صويح) وشقيقها ( حسين ) الذي طالما ابدعت في نعيه ورثائه الصادق حتى سميت ( خنساء خزاعة) وهي ليست من خزاعة بل من قبيلة ( شمر/ الصدعان ) لكن والدها وبقية افراد عائلتها كانوا من مربي الجاموس قد التجؤا الى  شيخ الخزاعل الشهير ( حمد الحمود ) في نهاية القرن الثامن عشر ليعيشوا في كنفه ورعايته يوم كان حمد آل حمود زعيماً يشار له بالبنان في منطقة الفرات الاوسط ويستقر في بلدة / الحسكة القديمة وهي ( الديوانية اليوم والذي اتخذ من علي ال صويح مستشاراً له ..

 

حتى لاياخذني ( الواهس ) واستمر في سرد لمحات من حياة فدعة ووالدها آل صويح واخيها حسين وزوجها ( ابن عمها عبود ) الذي قتل هو الاخر غيلة ..! كما قتل اخيها حسين من قبله ...!!! كانت قد كرست نواعيها وشعرها لاستذكارهما ورثائهما حتى رحيلها في منتصف القرن التاسع عشر ..

 

اختم عبر هذا النص الشعري لفدعه وهو من ( النعي ) الذي تبين فيه عظم مصابها والمها وحزنها السرمدي على من فارقوها تعبر عن مشاعرها بصدق ولوعة  وهي تخاطب والدها :

ياعلتي من كبر ( نفر)..!

تشچي الزغر وتريد تكبر ..

ولونهه ابصخر ماع وتفسر ..

ولونهه ابسبع جار وتمرمر

ولونها ابشجر ماچان خضر ..!

ولونها ابحر ماح وتطشر..

من احچي يبويه اتصير منكر ..

فهل هناك ابلغ من هذه المشاعر الانسانية التي تدفقت من داخل هذه الانسانة رقيقة المشاعر والتي لاتعرف القراءة والكتابة ..

والى فرصة لاحقة ساكمل حديثي عن هذه عن ( فدعه ) وعالمها الشعري الرحب والمدهش ..

* هامش :

(نفر) خرائب مدينة نفر الاثارية الواقعة بالقرب من مدينة الديوانية اليوم ...

المشـاهدات 66   تاريخ الإضافـة 20/10/2024   رقم المحتوى 54724
أضف تقييـم