الأحد 2024/10/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 11.95 مئويـة
((الى العالم اللامتناهي)) شيماء حسين.
((الى العالم اللامتناهي)) شيماء حسين.
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

انظر اليكم أيها الاحياء جميعكم متشابهون،

في كل شيء

سيمر عليكم يومي هذا وتنظرون لهذا المنظر العجيب المرعب الذي امامي الان، وتسمعون اصوات الاحياء وهم يتحدثون بقلوب مثقوبه وسوداء محملة بالحسد والحقد

هنالك ابن يتحدث عن والده بصوت عال ... ستموت وسيبقى لي كل هذا الثراء ..ويعود ليعد ما لديه من أموال في مستقبل يتمنى أن يكون قريبا..ولا يعلم انه لم يتبق شيء لهم سوا امنيات لاتتجاوز سقف الحجرة...

و عجوز تتربع على عرش المنزل تدعى بأم البيت أو ربة المنزل .

لاتكف عن الحديث معها ولها وبصوت خافت تارة، وتارة أخرى

بقلب أكثر خرابا من غابة أحرقت غلآ..

هذه قصيرة القامة لا يستحقها ولدي أيهم سأسعى لتزوجيه مرة أخرى

وهذه النحيفة الثرثارة صاحبة النفوذ التي تريد أن تستحوذ على ما املك سأتخلص منها بقطرات الزرنيخ ثم انام وانا في راحة بال

كما صنعت بجارتي التي كادت أن تصبح زوجة ثانية لزوجي المتوفي بحادث من صنع يدي...الكل يستحق الموت أو المغادرة من ملعبي وللابد..

وهي لاتعلم انها ستسبقني بعد ساعة وبنفس الطريق..

 

أما ذلك الرجل الذي يرتدي الزي العربي ويحمل مسبحة متينه في يده تتسابق بين أصابعه حبات المسبحة وترتطم ببعضها البعض بقوة، تعلن عن القوة والإصرار والتمسك بقراراته التي سمعتها

نظراته خرقت نساء الشارع وهو يختار بين هذه وهذه من ستكون فريسته الآتية ..

ضحك في داخله مثل البقية وهو يحدث نفسه المريضة..

هذه المرة لا اختار..

سأكتفي بزوجة صديقي صالح إلى أن يعود من الحج..

ورجع يضحك هذه المرة بصوت عال نسي نفسه أنه في عزاء والكل يحملني على كتفه

في نعش تسمونه انتم التابوت.

قبل أن تكمل ضحكتك ابنتك الوحيده في هذه اللحظه تعمل عمل غير صالح َهكذا يعود لك ما تاخذ وبنفس الطريقة... لكنها لاتحمل مسبحة ولا تضحك..

أسترجعت كل ذاكرتها معي منذ اول نبض في رحمها وخروجي لهذه الخدعة التي تدعى بالدنيا

تعود ومن ثم ترجع بحسرة وبكاء شديد قلبها جف وراحت ترتجف وسقطت ولم يبق منها سوا بقايا أم

وقفت مره اخرى وسحبت النعش واستطاعت ان تجره إليها بقوة وتنتصر على أيدي الرجال السته وصراخها خرم جدار القدر... اماه

من أين اتيتي بكل هذا يا أمي يا أصدق الموجودين في هذا الزحام الكاذب.

 

هي الأخرى تلوذ بنفسها ،لاتستطع ان تصرخ أو تخبر احدا بأني اب لطفلها الذي لم يخرج بعد في عقلها تتجول فكره وانا في هذه الرحله اللا نهائية تنظر لصاحب الزي العربي صاحب المسبحة لعله ان يخرجها من هذا المأزق بات هو الحل...

هكذا ينتهي الحب ياحبيبتي ستتفقين معه وينجح الأمر

ويولد ولدي اليتيم باسم اب آخر.

 

سيرواح بي بسرعة سأموت، وجودي بينكم ليتني لم اسمع صوت قلوبكم.

 

والآن

في لحظة مهيبة، عندما اقتربوا من المقبرة، شعرت بشيء غريب. كانت هناك قوة خفية تحاول سحبي بعيدًا، وكأنها تدعوني للانضمام إلى عالم آخر. لكنني قاومت. أردت أن ابقي قليلًا، أن ارى ماذا سيحدث بعد أن يوضع جسدي في الأرض.

عندما تم إنزال النعش إلى القبر، نظرت حولي

أرى بعض الناس يبكون بحرقة، وبعضهم لا يهتم سوى بالمظهر الاجتماعي. "هل يعرفون؟" تساءل "هل يعلمون أنني أراهم؟" لكنني أدرك في تلك اللحظة أن هذه الأفكار لم تعد تهمني. لم يعد مهمًا كيف سيتذكرني الناس أو ماذا سيقولون عني. ما يهم حقًا هو ما حمله في داخلي طوال حياتي.

وأخيرًا، أشعر بالسكون التام يغمرني، وكأنني جزء من الكون اللامتناهي. اختفى الحزن، اختفت الأسئلة. لم يعد هناك أي شيء سوى النور والسكينة.

وفي تلك اللحظة، أدرك أن النهاية ليست النهاية. بل هي بداية رحلة جديدة، حيث لا يوجد حكم أو توقعات، فقط الحقيقة النقية، والحب الأبدي الذي يتجاوز كل شيء.

تبآ لأهل الأرض كم انتم اغبياء.

ألا أمي.

المشـاهدات 22   تاريخ الإضافـة 26/10/2024   رقم المحتوى 54952
أضف تقييـم