بغداد ـ الدستور

استيقظ سكان العاصمة بغداد على مشهد مقلق تمثل في سماء مغطاة بغيمة كثيفة من التلوث، وسط انتشار رائحة خانقة من الكبريت أثارت مخاوف متزايدة حول جودة الهواء وسلامة المواطنين. ورصد المواطنون تراجعاً ملحوظاً في مستوى الرؤية، مما دفع العديد منهم لارتداء الكمامات في محاولة لحماية أنفسهم من الآثار الضارة لهذا التلوث. ومع تصاعد القلق، لم تصدر حتى الآن أي تقارير أو توضيحات رسمية من الجهات المعنية حول مصدر التلوث وأسبابه.وأحتلت بغداد ثاني أكثر مدن العالم تلوثاً وفقاً لمؤشر الجودة العالمي للهواء وأدرجها بـ"غير صحي للغاية".فيما أوضح سنان جعفر مدير التحسينات البيئية أن أسباب انحسار رائحة الكبريت خلال الفترة الماضية تعود إلى تحسن الحالة الجوية وانتهاء ظاهرة الانعكاس الحراري التي ساعدت على تشتت الملوثات وأشار سنان في حديثه إلى أن "اللجنة الوزارية، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، قامت بإغلاق عشرات المواقع والسيطرة على الأنشطة الملوثة، بما في ذلك معامل الطابوق".وبيّن جعفر أن "ما حدث جاء بسبب عودة حالة الانعكاس الحراري، مع تدرج معكوس في درجات الحرارة وضعف حركة الرياح، مما ساهم في احتباس الملوثات في الجو".وأضاف، "رصدنا عمليات حرق في معسكر التاجي والنهروان، فضلاً عن عودة بعض الأنشطة المخالفة خلال الليلة الماضية".وأكد على "أهمية اتباع نهج مستدام في السيطرة على هذه الحالات، والعمل المستمر للحفاظ على بيئة نظيفة".وأوضح أن "هناك نشاطات ذات طبيعة إجرامية تتبع جهات خارجة عن القانون، كما أن كوادرنا تتعرض لتهديدات بالسلاح، مما يستدعي أن تكون الجهات الأمنية على علم بهذه الممارسات وتتخذ الإجراءات اللازمة"، مشيراً إلى "الحاجة إلى دعم إضافي وتعزيز العمل التشاركي لتحقيق سيطرة فعالة ودائمة على مصادر التلوث".