النـص :
القصص العربية والإسلامية طريفة بتفاصيلها ومؤلمة في وقائعها خصوصا عندما تكون مرتبطة بأحداث تخص شؤون البلاد والعباد، غير ان المؤلم فيها عندما يشرف على سردها ويكشف خباياها ،يكون من قبل جهات غير مرتبطة بالواقع العربي والإسلامي.. وما اكثر فضائحنا المدونة في دوائر الغرب،والتي تم الكشف عنها، هو جزءا يسيرا من وقائع واحداث ومؤامرات ...تقتل وجودنا وحياتنا كعرب ومسلمين،وعلى سبيل المثال الكاتب الصحفي الامريكي بوب ودورد المعروف بكتاباته الاستقصائية في الكشف عن فضائح السياسة والاعيبها في ادارة الحكم وذلك بفعل عمله الاستقصائي في البحث عن الحقيقه في عمل السياسة، وهو اول من كشف عن فضيحة ووترغيت واسقط فيها حكومة نكسون عام١٩٧٤ ،وقد أطلع العالم على خبايا السياسة الأمريكية وهزالة الحكم بين رؤوس الانظمة المتغطية بلباس الديمقراطية وحقوق الانسان...هذه المرة يفاجئ العالم بكتابه عن( الحرب ) يظهر فيه تاثيرات السياسة الامريكة على الشرق الاوسط، اذ يؤرخ في كتابه الكثير من الحقائق عن الحروب والاعيبها القذره، وأهمها حرب غزة ،بالرغم من انه جاء متأخرا عن ظهور حقائق ومواقف الانظمة العربية ازاء الشعب الفلسطيني في غزة، لكنه اماط اللثام عن بعض الأمور المستورة في كواليس المفاوضات....على عكس ماكنا نسمعه عبر شاشات التلفاز من خطبات الانظمة في مناصرة اهل الغزة... فجولات المفاوضات التي قام بها وزير خارجية امريكا بلنكن مع إسرائيل والحكام العرب ، يكشف الصحفي الامريكي عنها ،مستغلا قربه من مصادر القرار في الدوائر الامريكية، عن ما تم طرحه من قبل انظمتنا العربية لوزير الخارجية الأمريكية في جولاته التفاوضية حول حرب غزة وابادة الشعب الفلسطيني يقول بلنكن لهذه الانظمة... طلبت إسرائيل منا السلاح فزودنها... وتجيب انظمتنا نعم ..نعم... نحن معها في إزاحة حماس من على رقاب الشعب الفلسطيني في غزة، ثم يؤكدوا لوزير الخارجية الأمريكية نحن (قلنا لإسرائيل وحذرناها من خطورة حماس ووجودها في غزة، فانها تشكل خطرا كبيرا على المنطقة، ) وغيرها من المواقف التي تعلن عن إزالة الوجود الفلسطيني....؟ وهذه ليست غريبة عن وضع الانظمة العربية في علاقاتها مع بعضها، ومنذ القدم كانت على هذه الشاكلة،،،التي اضعفت الموقف العربي وجعلته هشا وغير مستقرا امام إسرائيل وامريكا ،فهم يهبون كل شيء للعدو بسب توجساتهم والخوف على بقاء انظمتهم ، مثلما صمتوا عن تدمير امريكا للعراق والحقوا به دول عربية اخرى في الربيع العربي ،اذ صار حال العرب والمسلمين كحال ملوك غرناطة التي بكت على ملكها وعزتها عندما ضاعت الاندلس على يد الروم، ولم نورث منهم غير الحزن والبكاء على حاضرنا ومستقبل ابناءنا.
|