الأحد 2024/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
المعتزليّ الذي رفعَ يديه احتجاجاً
المعتزليّ الذي رفعَ يديه احتجاجاً
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

                               خضر خسن خلف

عبدالحليم مهودر

 

هل أزف الوقتُ..

لقد أمسكتُ بكَ

كنتُ أبحثُ عنكَ في طيّات الزمن، لقد اختفيتَ فجأةً. هكذا من دونِ وداع.

ها أنتَ كففتَ اللعب بالكلمات، لم تمحْ النقاط من الحروف وتنزوي في الأحلام تحتَ هاجس القلق ونكران الذات.

اعترفُ لكَ الآن، بلى أعترف: أنني أبّنتكَ بغيابكَ وحدي، لملمتُ شتاتَ الذكريات وحدي، جلسنا في صفّ واحد ودرسنا الدروس نفسها ثم افترقنا، فما عادَ الصمتُ يُجدي وما عادَ الهمسُ يكفي.

وحدي عالقٌ بالذكرياتِ التي لا ملاذَ لها سواكَ.

تلبَّستنا الحياةُ

تلبَّسنا الحزنُ

تلبّستنا الخيبةُ

فقدنا التواصلَ فضاعت الحقيقةُ عندما أورثتني الذهول،فما عادَ المنطقُ يتناغمُ لأنَّكَ غادرتَ مُبكّراً.

سوفَ ألجأُ للأوهامِ لمواجهةِ اختفائكَ، شيئاً من المعقل الذي تتلاشى الخُطى ورسمِ الكلمات فيه.

الخيبةُ والموتُ يتربّصان ويتوسمان بيتاً صغيراً في أديمِ التراب.

كلنا نريدُ بيتاً

كلنا نريدُ وطناً

هل هي مفاتيحٌ لفكِّ جدلية الوجع أم أسئلةٌ في منتصفِ الذهول.؟

لا ليسَ تنبّأ، فمقاديرُنا طارئةٌ وصوتٌ مكبوتٌ وعزلةٌ غامضةٌ في النهارِ والمساء.

تأريخٌ للمصائب

وها أنتَ تغني مجدكَ المسلوب في غربتكَ على خرائبِ بيتكَ.

إنها الحربُ في غفلةِ راهب، تؤججُ رتابةَ الوداعة وتزيدُ ثقلَ ما تحملُ وتنوءُ بكفّ الحصار بحفنة حنطة فلما تحسب الخيبات ولم تكفّ  عدّ ما تكدّسَ منها وبلا توسّلٍ لتجرّ تاريخاً يتماهى وسط الوقت ولا ملاذ غير سماءٍ واطئة ولسان الحال يحنو صليلهُ على أحلامنا الغضّة يُعبّدُ للخطة درباً.

ولكن لمَ المسرّات لا تدوم.؟!

ترتدي الضجرَ وتتبعُ الصمتَ بنصفكَ الحيّ تتمطى في مملكتكَ، مملكة الخراب تسبقكَ الصعابُ والصمتُ الذلولُ وزخّاتٌ من رذاذ البطائحِ وأرض الملح.

ها أنتَ تشعرُ بسنواتكَ تتنفسُ وجودَها بعدما عانيتَ حوارَ الخطى أيا هذا الذي رفعَ يدهُ من خوفٍ ومن دونِ قلق.

يا أيها المعتزليّ الأخير.

المشـاهدات 64   تاريخ الإضافـة 09/11/2024   رقم المحتوى 55527
أضف تقييـم