عدي العبادي

ان دراسة تجربة أي رسام دراسة نقدية تفصيلية ليس بالأمر السهل فكل رسام تحولات مختلفة على كل الاصعدة فهو ينتج لوحته وفوق ظروف خاصة فلو اخذنا الجانب العاطفي تجده يعبر عن ذاتية حين يكون سعيد مع حبيبيته يصف الحب اوصاف تفوق التصورات وكنه عالم وردي ولكن حين يكون حبيبه غائب او بعيد المنال يصف الحب بالعالم من الالم والعذاب وفي السياسية يظهر جلي اختلاف كبير حسب الموقف فالرسام الذي يعيش في وطنه بأمان يرى الجنة لا تسوي شيء امام وطنه كما يقول الشاعر التركي ناظم حكمت. لو وضعوا الشاعر في الجنة.. لصاح: آه يا وطني واما الشاعر  إبراهيم طوقان الذي احتلوه وطنه يقول لهم ان وطنه له وطني أنت لي والخصم نائما راغم والامثل كثيرة وسنكشفها ونحن نطلع لوحة شهرزاد وشهريار للرسامة زينب ناظم التي جعلت اللون ينطق من خلال لوحتها ان عشق الفنانة للتراث جعلها تصور لنا المنظر من خلال جلسة شهريار الحاكم المتسلط الذي كان يكره كل النساء  ولكن في اللوحة كانت نظره لشهرزاد فيها نوع من الدهشة والتعجب لتقول لنا الفنانة زينب ان سحر قصص شهرزاد وجمالها غير هذا الوحش ليحول الى عاشق هذا المفهوم ظهر في ملحمة كلكامش الذي تغير من حاكم ظالم على ملك عادل محب لشعبه

عند تفكيك هذه لوحة والدخول لعالمه نجد صور متعددة تحيلنا الى جمالية الإبداع عند الرسامة ومفارقة فنية  تعاكس فهو بين ان الحب نافذة للحياة لكن عقله  معلق  بفكرة خيانة زوجته الاولى ثم تضع الفنانة استعارات جميلة بوصفها للمنتظر من النافذة التي تصور علاء الدين الاميرة وياسمين وهم على بساط طائر فوق الغيوم بتجاه القصر هذه الابتكارات شكلت صورة تثير الدهشة عند المتلقي لما حملته من تعبير ودلالات توضح قدرة زينب على صناعة الصور وكما هو معروف ان الفنان يصل لمرحلة لا يستطيع ان يصل لها الإنسان العادي ولهذا كان الاغريق يعتقدون ان الاله تدخل في اجساد الفنانين وتبدع يعرف الإبداع على أنّه تحويل الأفكار الجديدة والخياليّة إلى حقيقة واقعيّة، ويتميّز الإبداع بالقدرة على إدراك العالم بطرق مبتكرة وجديدة، وإيجاد أنماط خفيّة، وصُنع اشياء لا يمكن للناس العادية صنعها ويتنوع الابداع ففي كل مجالات الحياة يوجد مبدعين لهم بصمة خاصة ونحن المشتغلين في حقل الرسم نتعامل مع لون الذي يكون رسالة الى الذائقة العامة فحين نحلل اللون في لوحة شهرزاد وشهريار للفنانة زينب ناظم نجد كثرة لون في اشتغالاها فيهي تقحم الألوان بكثرة على اعتبرها لغة تتعامل بها مع جمهورها 

هناك روحية ابداعية في دقة الوصف وترجمة لمشاعر حساسة شهريار تبان في نظرته لا شهرزاد  فهو في البداية يتعرف انه لا يعرف الحب ولا يستطيع ان يعبر عنه لكن استطاعت زينب ببراعة فنية ان تصف لنا حبه دون ان توضح وهذا ما يعرف بالحداثة الفنية هو العمل الفني الذي ظهر خلال الفترة الممتدة تقريبًا من ستينيات القرن التاسع عشر إلى السبعينيات، ويشير إلى أنماط وفلسفات الفن المنتج خلال تلك الحقبة. عادة ما يرتبط المصطلح بالفن الذي تم فيه التخلي عن التقاليد القديمة لصالح الابتكار مثل لوحات فينسنت فان غوخ لوحات ولوحات تسوغوهارو فوجيتا وأدولف برون