النـص : بعد تفاقم محنة الأطفال في أوربا عقب الحرب العالمية الثانية استنفرت الأمم المتحدة جهودها لتخفيف هذه المحنة الوخيمة... فأنشأت وكالة جديدة متخصصة في توفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لضحايا الحرب من الاطفال .. وفي عام 1953 أصبحت هذه الوكالة التي أطلق عليها اسم (اليونسيف) جزءاً دائماً من الأمم المتحدة... وبدأت تعمل في مائة وتسعين بلداً وأقليماً، وتركز جهودها في الوصول الى الأطفال الأكثر ضعفاً وتسرباً وتُذكي الوعي بينهم وتعمل على تحسين رفاههم وظروفهم في كل مكان .
وفي العشرين من شهر تشرين الثاني عام 1954 تم الاعلان عن حقوق الطفل واعتبرته الأمم المتحدة مناسبة عالمية تحتفي بها الشعوب كل عام لتعزيز الروابط الدولية وأذكاء الوعي بين أطفال العالم وانتشالهم من بؤر التشرد والضياع ...
وفي العراق أتسعت ظاهرة تسرب الأطفال من مدارسهم وتشردهم ، عقب دخول القوات المحتلة الى البلاد ، وراحت تشكل واحدة من أعقد واخطر المشاكل التي يعاني منها المجتمع خلال الأعوام التي أعقبت سقوط النظام السابق والاحتلال، وأصبحت مشاهد التسرب واستغلال الأحداث للقيام بأعمال شاقة تفوق طاقاتهم الجسدية، حالة سائدة في البلاد ، وفي العاصمة بغداد بشكل خاص .. وقد أدت الظروف الملبدة بالخوف والرعب من توغل العصابات الداعشية والمعادية إلى جنوح العديد من الصغار والسير في طريق لا يتفق مع العادات والتقالية الاجتماعية والدينية ..
وبمناسبة اليوم العالمي للطفل، لا بد أن نناشد المعنيين في قيادة الدولة العراقية بضرورة معالجة هذه المعضلة وانتشال الطفولة المشردة والمتسرية من الضياع، وتوفير كافة الوسائل والأجراءات الصائبة والمتاحة لأنقاذ الاطفال المشردين والمتسربين من الضياع ورعايتهم وشمولهم بدفء أحضان الوطن وتوفير كل ما تحتاجه الطفولة من حنان.
|