قالوا.. |
الدستور والناس |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : العراق كما رأيته، وبالمقارنات، أحسن حالاً مما رأيته قبل سنوات؛ من ناحية الأمن والأمان بعد مجازر القتل والذبح على الهويَّة في شوارع مدن العراق. هناك بعض الاستقرار في النفوس؛ لكنها مشحونة بالخوف من المستقبل. ومع ذلك اقتنعت بأن ما أراه من الم عراقي، وكأنه أفضل خيارات العيش السعيد؛ لذا ترى المواطن يتلذَّذ بالألم ويُسامره حتى في أيام وليالي الفرح والانتصار. في هذا الوطن تجد المتناقضات الغريبة؛ حيث ازدهار المولات، والمطاعم والمقاهي العصرية، ومجمعات السكن بغسيل الأموال الحرام؛ لكنك تجد معها آخر صيحات التخلف تتفشى في المدن؛ فيسقُط بها جمال المدن العتيقة، وخاصة بغداد.فالمدن تريَّفت في السلوك، وانمحى منها الكثير من التمدُّن والتحضر، وانتشرت الغيبيات والسحر والعفاريت والطقوس الحزينة. ستجد غرائب الزمن حاضرة في الشوارع والحارات؛ سترى أحدث سيارات العالم وأغلاها، وبجوارها تسير عربة (الستوتة والتكتك) متباهية بصناعتها الهندية، وستتعجب من شوارع وحارات مليئة ببسطات الشباب اليائس من الحياة، وعشوائيات ومزابل ومياه آسنة علامةً بارزةً لا تفارق المدن.أما ناس الوطن فمشغولون بالشكوى والمطالب، والقيل والقال، وشرب النرجيلة في المقاهي، وتعاطي المخدرات -سرًّا وجهرَا-، وحديثهم اليومي عن الأزمات التي تتوالد بين دقيقة وأخرى؛ من انقطاع الكهرباء وتوحُّشِ أصحاب المُولِّدات، ورداءَةِ الطحين والأرز، ونقص الحمص والفاصوليا من قائمة الحصة التموينية، وكأنك لا تعيش في بلد يطفو فوق بحيرات من النفط؟!
ياس خضير البياتي |
المشـاهدات 46 تاريخ الإضافـة 12/11/2024 رقم المحتوى 55621 |