النـص :
تحاول جهات مختلفة أن تجعل من فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ،وكأنه الرئيس القادر ان يحدث المعجزات وياتي بما (لم تستطعه الاوائل ).هذه (الجهات )تريد أن تفصّل مرحلة ترامب ،وفق أوهامها وتعوض عن فشلها بمجموعة من التصورات التي تخالف الواقع ..سواء كبّرنا او صغّرنا المشهد فان (ترامب )عبر عن الهزال الذي اصاب الحضارة الأمريكية وهو أمر لايعد (غريبا )على واقع الحضارات وتاريخها ،فمثلما هوى الاتحاد السوفيتي بما يمتلك من مصادر القوة والتطور كذلك فان امريكا آخذة بالتراجع والضمور وفقاُ للواقع الذي تعيشه الولايات المتحدة ..ترامب ليس (ابن )المؤسسات السياسية الاميركية ،انما هو تاجر عقارات افلست شركاته لمرات ومرات ،فذهب للبرامج التلفزيونية ومقدم برامج اعتمد إلترويج لنظريات المؤامرة وأدلى بعدد كبير من التصريحات الكاذبة والمضللة خلال حملاته ورئاسته،بدرجة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية. وقد وُصفت العديد من تعليقاته وأفعاله بأنها مشحونة عرقيًا، وعنصرية، ومعادية للنساء،وهو رجل صفقات اكثر منه رجل تخطيط واستراتيجيات ومجنون وسريع الانفعال يشتم ويلعن ويصف الآخرين بأقبح العبارات،لا يمكن الوثوق باي تعهد معه ..في ولايته الاولى استلم مبلغ (٤٠)مليون دولار من تاجر القمار اليهودي (اديلسون ) آيام ولايته الاولى مقابل نقل سفارة امريكا إلى القدس فنقلها وبحضور اديلسون نفسه ،دون النظر إلى تاثير ذلك على المسلمين والعرب والفلسطينيين ،ولم تلتحق اي دولة اخرى بنقل سفارتها إلى القدس وساق البحرين والإمارات والمغرب للتطبيع دون النظر إلى ردة الفعل ..اذن لايمكن التعويل على شخصية مثل هذا في اي موقف والحقيقة تقول ان ترامب لايمكنه ان يقفز على الحقائق،ولايمكن لأي دولة او شخصية ان تفرض قراراتها على العالم ،لان الجميع محكوم بضوابط وقوانين،ولكل حجمه ومساحة تاثيره ..ترامب الذي تباهى بفرض حصار على ايران في ولايته الاولى ندم لان ايران والدول الصديقة لها نجحوا بكسر الحصار وخاصة في مسالة العملة ..يقول نتنياهو (سوف يوافق ترامب على ضم الضفة الغربية إلى اسرائيل )! هذا ممكن على الورق ،ولكن (ترامب )ليس سيدا على الارض كي يوزعها كيفما يشاء ،فإذا كان نتنياهو لم يحقق نصرا على غزة في معركة غاب عنها التكافوء بالسلاح ومساحة صغيرة ،فكيف يريد أن يتورط بالضفة .؟ معركة (طوفان الأقصى )لم تنته بعد ومازال أوارها مشتعلا ،وان العدو الصهيوني يتلقى الضربات من الجهات السبع للمقاومة واسرائيل تسجل هزائم بالداخل والخارج ولم تترك حكومة بايدن دعما إلى اسرائيل إلا وقدمته فماذا يريد أن يقدم ترامب وحكومته اكثر من ذلك ليغير من معادلات الحرب ؟ المقاومة مازالت في الميدان والعدو لم يزل يقتل ولايقاتل فاختار الأطفال والنساء والشيوخ هدفاُ ، وذلك يخالف ادبيات الحرب وقيمها التي تؤكد أن الجيوش التي تترك ساحات الحرب وتذهب لقتل الأطفال والنساء تخسر الحرب ..نختم بان امريكا لم تعد امريكا من قبل لانها اضاعت قيم الحضارة ،واختارت طريق (المتحولين والمثيليين) في مناهج الدراسة ،وواصلت دعم أعداء الله الذين يمارسون الإبادة الجماعية على الشعوب ..لذا وكما باتت الشعوب تردد (من تغطى بامريكا فهو عارٍ)
|