مرة أخرى نتحدث عن سوء الخدمات في العاصمة بغداد ، فمن يستمع الى أذاعة صوت العاصمة التابعة لأمانة بغداد العتيدة وأحاديث مسؤوليها صغيرهم وكبيرهم يظن المواطن البغدادي وأنا منهم أنه ليس في بغداد بل هو في مدينة اخرى تنعم بالخدمات المثالية ، وهذا ليس من الصواب بشيء بل هو مجافاة للوضع الخدمي المتراجع الذي لاينسجم مع المهمات الاساسية التي تقع على عاتق امانة بغداد في ظل الموازنات المالية المستقرة في البلد ناهيك عن الايرادات التي تستحصل عليها الامانة من منافذ عدة ، فالاداء الخدمي الحالي المقدم على أرض الواقع لاينسجم حقيقة مع الوضع المالي المريح حاليا للأمانة في وقت تبذخ الامانة نفسها الاموال الطائلة على فعاليات كيوم بغداد وهي ليست بالاهمية مع الخدمات التي يفترض ان تقدم للمواطن البغدادي ، حيث ان الخدمات بمختلف انواعها ترقيعية ارتجالية ينقصها التخطيط والرؤية والاولويات وماوضع بغداد خلال الامطار الاخيرة الا خير دليل على عدم قدرة الامانة العتيدة بمديرياتها الخمسة عشرة والمديريات الاخرى الساندة والتي تبين لنا عدم التخطيط والتنفيذ المسبق لمعالجة شبكات تصريف مياه الامطار الذي يفترض ان يبدأ بوقت مبكر يسبق موسم الشتاء والامطار وهذا مالمسنا ضعفه أو تلاشيه في كثير من مناطق العاصمة على الرغم من الحديث المعسول لمسؤولي الامانة عبر وسائل الاعلام المختلفة ولاسيما اذاعة صوت العاصمة التي تعمل ليل نهار على بث واشاعة الوضع الخدمي الوردي للمواطن البغدادي .

وأيضا اذكر امانة بغداد بالوضع البائس والمتردي والخجول لأهم طريق سريع يربط شمال العاصمة بجنوبها وهو سريع محمد القاسم اليتيم الذي لم ينفذ غيره في العاصمة بعد عشرين عاما من التغيير في العراق والموازنات الفلكية السابقة بعد عام 2003 والوعود المعسولة التي أطلقتها الحكومات السابقة ، ولا اعرف هل ان الامانة ودوائرها ذات العلاقة لم تنتبه الى الوضع المتهالك لسريع محمد القاسم أم انها في عالم غير عالم بغداد الخدمي وهل تدرك أم لا اهمية هذا السريع وهو في هذا الوضع المتردي ولانعلم لماذا لم تقترح او تنفذ سريع اخر رديف او مواز لهذا السريع طيلة الفترات السابقة بدلاً من انشغالها بتنفيذ فعاليات اعلامية لاتغني ولاتسمن من جوع كفعاليات يوم بغداد ومعارض الزهور فالمفروض ان يحتفى بيوم بغداد وهي في أبهى حلة والخدمات فيها على اكمل فهي تستحق ان تكون العاصمة الاجمل في المنطقة ومواطنها يستحق أن ينعم بأرقى وافضل الخدمات وهذه مهمة الحكومات الاتحادية ومهمة امانة بغداد على وجه التحديد ولكن لسان حال المولطن البغدادي يردد قول الشاعر :

ولقد أسمعت إذ ناديت حياً

             ولكن لاحياة لمن تنادي

حيث لابد من الحكومة الحالية ان تلتفت الى الوضع الخدمي والبلدي في العاصمة بغداد حيث المهمات الاساسية لامانة بغداد  .