لقد حان وقت إسدال الستارة على نهاية واحد من أكثر فصول المحنة العراقية سخونة ، تلك التي أعقبت دخول القوات المحتلة إلى البلاد ، وتهيأ ( المخرج ) الذي أعد هذا الفصل لإنهائه وسحب ما تبقى من بيادقه المدربة إلى جحورها .!

وها نحن نعيش فصلآ جديدآ من فصول المحنة التي تعاقبت على خشبة مسرح الأحداث المريرة في البلاد .. ولا ندري ماذا سيهيئ ( المخرج) من جديد ليقدمه على هذه الخشبة الساخنة .. فهو ما برح يعد العدة لزج أفواج جديدة من (البيادق والدمى ) عبر منافذنا الحدودية المستباحة على وفق ما يرسمه أقطاب مشروع ( الربيع العربي) المشؤوم ، وبتخطيط مسبق ودعم فير محدود من من بعض أنظمة دول الخليج والجوار ، وبإيحاء وتدبير محكم من الكيان الصهيوني الذي صيغ هذه ( البيادق ) لأهداف بعيدة المدى .!

وقد ازداد وضوح هذا الفصل المريب بعد أن كشف المصفقون له عن حقيقتهم ، وأزالوا الأقنعة عن وجوههم .. وراحوا يروجون القتنة ويؤججونها بين أطياف الشعب العراقي بشكل هيستيري مكشوف ، ليفتالوا بها وحدة هذا الشعب العريق .. وينطلقوا عبر دروب العتمة لينقضوا على تلابيب العملية السياسية الجديدة ، ويعيدوا البلاد إلى أسوأ مراحل التشتت والانهيار ، وهذا هو الفصل الأسوأ والأقسى من كل فصول المحنة ..

وليس انحيازآ إلى هذه الكتلة السياسية أو تلك .. ولا إلى هذه الطائفة على حساب طائفة أخرى .. ولكن الأمانة الوطنية تضعنا في قلب الواقع المتأزم ،ولا بد من قطع الأصابع الملغومة المؤججة للفتنة الطائفية ، والساعية لتفتيت تربة العراق ، والحيلولة دون توغلها إلى المسرح السياسي لتحقق مصالح ذاتية ورغبات غير مشروعة على حساب إرادة الشعب .. وستقبرها الأيام القادمة ، وتبطل جميع أفعالها ونواياها المعلنة وغير المعلنة .. وعلى جميع الأطياف والكتل المحبة لهذا الوطن والمضحية من أجله ، أن لا تنساق مع المخادعين الذين يحاولون إبعاد ما يجري على خشبة المسرح عن فاعليها الحقيقين ، فالمحنة التي ما زالت تعيشها البلاد ليست من صنع هؤلاء فحسب ، وإنما هي حصيلة مبرمجة مخضت في رحم كل هؤلاء وراحت تدمر مقدسات البلاد وتدنس حضارتها وسماتها .. فعسى أن يبزغ فجر الخلاص وتصفو النفوس المتشاكسة وينتهي هذا الفصل المأساوي إلى غير رجعة .!