الخميس 2024/12/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 9.95 مئويـة
نحو شعر جديد بانوراما الشعر
نحو شعر جديد بانوراما الشعر
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب اسماعيل ابراهيم عبد
النـص :

 

في مفتتح قولنا عما يسمى بـ (شاعرية المشهد) سنختصر فهمنا  بمصطلح أدق وأوسع وأقرب الى الفهم الشامل. أي نختزل القول بكلمة واحدة هي (البانوراما) , وهي بفهمنا بناء شعري متعامد الطبقات من جانب الحدث (القول) والنظرة (البصرية) , ثم البنى التراكمية لدلالات المشهد . يذكر في معجم المعاني الجامع : أن (بانوراما) اسم لبناء عام يبدو من عُلُوّ مثل منظر شامل في كُلِّ اتجاه يشاهده المتفرجون , ويدعو الى نظرة شاملة عن الأحداث في العالم .. وبانوراما الأحداث الشعرية هي المشهد الذي يضاهي الـ (سينراما) , الآلة السينمائيّة , التي تجعل ما يُشاهد على الشَّاشة كأنّه في صورته الطَّبيعيّة . وعلى وفق هذا المفتتح يمكننا التوسع في فهم الحدث الشعري البانورامي اعتماداً على أسس منحوتة من تجربة عدد من الشعراء الذين يتممون بُنى رؤاهم الشعرية للحداثة وما بعدها بما يشبه بناء التراكم الطبقي متعدد الوجوه كونه بناء كلما نُظِرَ إليه أزاد مشهدُهٌ المتعةَ والعجبَ , وأزاد المعرفة بمعلومات جديدة. سنقوم بتشخيص آليات هذا الاتجاه الشعري الحداثي الذي لا يهتم (بمركزية ولا بتشتيت) , انما يهتم بفعل ذوقي يُعنى بطاقة الصورة التركيبية التراكمية مثل رؤية لصورة زقورة من سطوح يعلو بعضها بعضاً. ان بُنى الشعراء لا تأخذ جودتها من التخطيط الشعري الكامل ولا من العفوية الكاملة , انما الناقد هو الذي يقيم العلائق المتراكمة التي تحيل الى الشكل البانورامي. ومن المؤكد ان كل شاعر له طريقته في وضع بُناه المعرفية ضمن حدث المشهد الشعري لديه.. وقد يتشبه البعض بالطريقة التراكمية لمشهد البرج المضلع مثلما نراه لدى :

حسب الشيخ جعفر

انه يضع جغرافيا الموجودات في مشيد يتعالى حتى يبلغ مدى يشبه الكشف المتوحد عند المتصوفة.

احمد السيخ علي

 يضع رؤاه بهيئة طبقات شعرية تتصاعد حدثاً وفعلاً وبناءً , لتصير متجهات تقيم حدود المطلق المدجن , تساعده على ذلك أضلاع المشهد الشعري لديه , فكأنه يبني قصوراً متعددة الجدران متفاوتة الارتفاعات , مزودة بفنارات متقاربة , تضرب جوانحها دقات أصوات ترتد برنين يحفظ البناء من الاختراق الخارجي , ولأجل ان يُضَمّن بانوراماه شيئاً من رؤاه يزج موجهات التناظر الدلالية الباطنية ذات التركيب الدلالي متعدد المستويات في متون دلالته الخاصة شبه الفطرية جملاً ذات خواص نحوية مميزة تناظر الاحتمالات التي يضعها الناظر من علو الى تحت .

زاهر الجيزاني

يوجه بانوراما الشعر الى رؤى مختزلة متقلصة , تخص رؤاه التي ترتكز على أضلاع من نوع آخر , تلك الأضلاع تعدُّ سطوحاً للوحات متداخلة الرؤى متناظرة الجهات والأبعاد  , يوحدها تاريخ الوجدان لألوان الاضطهاد الممتد زمنياً من عصر العثمانيين الى غدر العشماويين .                       

هاشم شفيق

يختلق بانوراما جديدة من منصات تجوس في المعنى والمثيولوجا  التي يخلقها ريش الطيور , هذه المنصات ترقى لتكون بناء شكلياً وثيمياً يعلو مسلة من طيور إنسانية هاجرت من الداخل الى الخارج وبالعكس , يتمم بها الهيكل المفضي الى علامات وجودية مصيرية , يكشفها عبر مسلته , ويطير بها فوق سحاب الذكرى القاسية لأسى الرافدين.

راوية الشاعر

تهوى الشاعرة راوية الشاعر بانوراما مُفَصَّلَة من قماش , تعتني به , تخيطه , تنسجه , تطرزه بنمائم  ناعمة , بها ترسم لوحات أُناها وأضلاع رُؤاها , ومنصات مُناها بخيوط متراكنة الى بعضها , تؤكد بوجوهها مشهد الرؤى المتعالية عبر غلالة الأوشحة , أوشحة منها ما يخص فتنة البصيرة , ومنها ما يخص طُرُزَ الطقوس الحلاجية , ومنها ما يخص تخليق الكون اللا مرئي , إذ تقوم بتحويل مادة اللامرئي من عنصر مخلّق إلى عنصر خالق , يحث العناصر من الخيوط والخطوط لتتحول من مفعولة إلى فاعلة.

(++) سيصير الكون الشعري لبانوراما (حسب الشيخ جعفر , أحمد الشيخ علي , زاهر الجيزاني,  هاشم شفيق , راوية الشاعر) خالقاً للكون اللا مرئي في مُنتج رؤى باعثة على تخيل الحدث الشعري ككون يكمل بعضه بعضاً كأننا أمام (رؤية خريف برج محمد خضير) البصرياثي.     

 

المشـاهدات 218   تاريخ الإضافـة 30/11/2024   رقم المحتوى 56424
أضف تقييـم