النـص : كتاب “اهل البيت عليهم السلام تنوع ادوار ووحدة هدف” للمفكر السيد محمد باقر الصدر( استشهد 1400هـ) على ضوء هذا العنوان الرائع والشامل والكامل بكل ما تحمل الكلمة من جهاد اهل البيت عليهم السلام ساتطرق الى دور الامام الحسن عليه السلام في الحفاظ على الهدف الواحد وهو الرسالة المحمدية ، فكيف كان اسلوبه .الامام الحسن عليه السلام بالرغم من انه مظلوم تاريخيا لكن الواقع والظروف العصيبة التي عاشها استطاع وبكل قوة وشجاعة وبالكلمة التي هي احد من السيف ان يثبت جوانب مهمة من السيرة النبوية التي وكانه علم ان الدولة الاموية ستتعمد الى تلويث التاريخ .الامام الحسن عليه السلام كما هو كل الائمة المعصومين عليهم السلام يكون دقيق جدا في كلامه واثر كلامه ليس وفق البعد الاني الذي تحدث به بل له بعد تاريخي بعدة مفاهيم .ان وفقنا الله سنقوم بتاليف كتاب لجانب واحد من جوانب حياة الامام الحسن عليه السلام الا وهو مناظراته مع معاوية وعصبته ، وهنا ساعرج على اول مناظرة للامام مع معاوية .اجتمع عند معاوية بن أبي سفيان، عمرو بن عثمان بن عفان، وعمرو بن العاص وعتبة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة بن أبي معيط، والمغيرة بن شعبة، وقد تواطؤا على أمرٍ واحدٍ، وطلبوا من معاوية ان يبعث للحسن عليه السلام لكي ينالوا منه ، لا اريد ان اتحدث عن ما قاله لهم معاوية ولكن اسلط الضوء على ما صدر عن الامام عليه السلام .بعدما جاء رسول معاوية للامام واعلمه بطلب معاوية ساله من معه ؟ لاحظوا نباهة الامام عليه السلام بمن يجتمع مع معاوية ، فقال له فلان وفلان وفلان ، هنا رد الامام الحسن عليه السلام باية الا وهي فخرّ عليهم السقف من فوقهم، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون.( سورة النحل الاية 26) هنا لنتامل بهذه الاية وفيها عدة معان ، الاول كما هو معلوم ان النبي محمد ( ص) ترك في امته الثقلين وهما كتاب الله وعترته والحسن عليه السلام ثاني العترة فالقران حليفه في حياته، الثاني ،جاء استدلاله بهذه الاية لما فيها من تطابق المعنى على ما يضمره مجلس معاوية حيث انها خصت بالماكرين أي ان الله عز وجل يعذب الماكرين طبقا لنص الاية ، والثالث لا يشعرون وقد الهاهم الامل والطغيان الذي هم فيه بينما هو واقع الحال العذاب الذي يتغلغل بينهم وسيظهر اثره يوم الحساب ثاني التفاتة بالمناظرة وهي قول الامام عليه السلام “اللهم إني أدرأ بك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت وأنّى شئت، من حولك وقوّتك يا ارحم الراحمين”.واجابه الرسول عند سماعه قول الامام هذا كلام الفرج…تنبه وافهم الالتفاتة الثالثة وهي لما دخل على معاوية رحّب به وحيّاه وصافحه…. انتبهوا (وصافحه ) ، فقال الحسن (عليه السلام): إن الذي حييت به سلامة، والمصافحة أمنة.جواب الامام عليه السلام بعد الترحيب والمصافحة بانها سلامة وامنة ، أي يا معاوية سوف لا تغدر بي لان قولك ولله جنود من عسل معروف فهذا التصرف المشين هو من شيم معاوية وتعلم منه العاملون في اجهزة الامن القمعية للطواغيت حيث يقومون بتقديم السم ضمن الاكل او الشرب ويطلقون سراحه ليتوفى بعد ايام وللمصافحة تاكيد على ذلك حسب ما قال الامام الكاظم عليه السلام وهو في مجلس هارون قال: أخبرني أبي عن آبائه عن جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : إنّ الرحم إذا مست الرحم تحركت واضطربت ، فناولني يدك جعلني الله فداك . وعند المصافحة اهتز هارون وترك ما كان يضمر من خبث بحق الامام عليه السلام وللحديث بقية..
|