النـص : للبضائع أسواقها , ومن الأنسب لبعضها أن تخلق أسواقا لها , ومن هذه البضائع الأسلحة التي عليها أن تُباع ويتواصل تسويقها , ومن أهم أسواقها الحروب , فلا بد لها أن تستعر في المجتمعات القادرة على دفع ثمن السلاح لتدوم مصانعه بإنتاجها.والدول القادرة على ذلك هي الغنية بثرواتها الطبيعية , ولهذا فالحروب متواصلة في ربوعها ولن يهدأ أوارها.وبما أن دول الأمة توصف بأنها (ثرية) فمعظم وارداتها ستخصص لشراء الأسلحة , اللازمة لإدخال مجتمعاتها في دائرة مفرغة من الصراعات الحامية , محلية وإقليمية , بينية وخارجية , وهذا ما يحصل منذ بداية القرن العشرين , وسيتواصل حتى نضوب النفط الثروة الرئيسية الطبيعية في بلداننا المرهونة بالطامعبن به.ويبدو أن القِوى المهيمنة أوهمت أنظمة الحكم في دولنا , بأن الحروب من وسائل الحكم والسيطرة على الشعوب , ويجب تغذيتها ليدوم التسلط ويستتب الحكم في البلدان المقهورة بالكراسي الغاشمة.وبموجب ذلك , تجد المتسلطين لا يغادرون مناصبهم الطغيانية , فمعظمهم ينخلع منها خلعا وتكون نهايته مفجعة.فالحكم عنتريات , ومهارات شقاوات , وآليات عصابات , ويكون التمسك به عضا بالأسنان وقبضا شديدا بالأيادي , وأعاصير الشكوك والظن بالسوء تعصف من حوله , فلا أمان , ولا إطمئنان!!إنها سلوكيات لا وطنية , وتمثل سذاجة سياسية فاضحة , تستثمر فيها القوى الخبيرة بلوي أعناق الدول ومصادرة حقوق الشعوب.فإلى أين المسير , في درب الحروب الطويل؟!!
|