ابيض /اسود مواعظ... سورية!! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب مازن صاحب |
النـص :
شتان بين الثابت والمتحول ... فيما فرح السوريون حسب وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التي نقلت مظاهر الفرح الشعبي بسقوط دكتاتورية البعث السوري.. واصل الكيان الصهيوني ابتلاع الاراضي في الجولان وصولا إلى جبل الشيخ.. وتدمير ما يمكن قصفه من الموارد العسكرية التي تحول القوات المسلحة السورية إلى حالة (انعدام القدرات) مقابل قوات جبهة الشام وقوات قسد وغيرها من المليشيات المسلحة التي تهدد بجعل الأراضي السورية أقرب إلى النموذج الافغاني!!! مع عظيم احترامي لارادة الشعب السوري.. ضد دكتاتورية نظام الأسد.. الا ان الموعظة الأولى تؤكد ان اول ثمار التغيير السوري تتجسد في تحويل النظام الجديد إلى نموذج ( منزوع الأسنان) عسكريا مقابل الهمجية الصهيونية الفجة.. وهو مثال أقرب إلى نموذج حل الجيش العراقي وتطبيق نظام مفاسد المحاصصة والمكونات عليه حتى انتهى إلى ما انتهى اليه في عام ٢٠١٤...لذلك عدم (عودة الروح) للقوات المسلحة السورية سريعا.. هناك فرضيات في تدحرج عدد من السيناريوهات التي تهدد الواقع الامني الإقليمي... وأوله الامن الوطني العراقي.. من دون أن يتحقق إجبار العنجهية الصهيونية الفجة على إيقاف عدوانها على عدة جبهات اضيفت لها الجبهة السورية بعد تواصل عدوانها على غزة وجنوب لبنان.. السؤال لماذا كل هذا الدعم والحماية الأمريكية والاوربية لهذا العدوانات الصهيونية.. الجواب الأول. صمت (النخب غير الواعية المؤدلجين) وموافقة الكثير من الحكومات العربية والإسلامية!!! الموعظة الثانية.. فرضيات نموذج من التعامل مع مفهوم (المكونات) بدلا من (المواطنة الفاعلة) لتوصيف سيناريوهات متعددة الأطراف يمكن تطبيقها سياسيا في المستقبل المنظور أبرزها النموذج الكردي الذي يمتلك السلاح والمال وبنية الانفصال .. وبالتالي ترسيخ نموذج (اللبننة) في عموم ما كان يوصف من قبل مارتن انديك احد منظري اليمن الأمريكي الجديد ب(محور الشر).!! وهذا ياتي بالموعظة الثالثة.. ان الاستراتيجية الأمريكية تتعامل مع وقائع على الأرض... من هو قادر على فرض ذاته فيما تريد واشنطن تنفيذه بشتى الطرق والوسائل والاساليب.. فليس هناك عداوات حتى مع من سبق وان وضعته على قيد الإرهاب.. ليتحول مباشرة إلى (ملاك سياسي)!! اما الموعظة الرابعة.. فتلك تتعلق بالنموذج الإيراني لتصدير ثورتها عبر محور المقاومة الإسلامية.. خسارة نظام الأسد ليس لان طهران لم تكن مسؤولة عن حمايته.. كما قيل ويقال.. بل لان طهران منذ طوفان الأقصى وبعد اغتيال رئيس الجمهورية الإيرانية بسقوط طائرته.. ثم الحرب على حزب الله في الجنوب اللبناني والتهديد بتحويل حرب الاستنزاف المفتوحة إلى حرب شاملة للقتال على الأراضي الإيرانية ... بدأت بإعادة ترتيب الأوراق المطلوبة بعقلية دولة.. للحفاظ على الحد الأعلى من المكاسب.. وهكذا ظهر القول ان القوات المسلحة الإيرانية يمكن لها ان تحمي العراق من اي تطورات سلبية مثل سيناريو عودة مجرمي داعش الثمن المقبوض في اي صفقة دولية جديدة .. في كلا الحالتين.. فشلت إيران في الحفاظ على نظام الأسد منذ ٢٠١٢ حتى سقوطه.. كونه لم ينجح في إعادة تكوين علاقة إيجابية مع شعبه استجابة لقرارات الأمم المتحدة واجتماعات الاستانة .. ومنذ ٢٠٠٣ حتى اليوم لم تنجح العوائل الحزبية المتصدية للسلطة في عراق اليوم من تحت معطف ولاية الفقيه الإيراني.... النجاح في بلورة العدالة والانصاف.. حتى بح صوت المرجعية الدينية العليا في النصح والإرشاد.. وانتهى الحال لتروبج نموذج جديد من الكلام عن الدعم العسكري الإيراني المباشر للعراق لنقل المعركة مع الواقع الصهيوني الجديد على الأراضي العراقية.. بالضد من كل معالم الوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي فيه!!!! الموعظة الخامسة.. في تكاثر انواع الاتصالات وتبادل الأفكار عربيا واقليميا ودوليا عن مستقبل سوريا والادوار المتوقعة لكل من هذه الأطراف.. الا ان الظهور العسكري لزيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لبغداد ولقواته في سوريا.. ثم المراسلات الدبلوماسية عبر السفارات او المبعوثين او الاتصال الهاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي.. تؤكد ان ثمة مشروعا أمريكيا ومسؤولية قانونية واعتبارية امام واشنطن .. يحملها على الاقل هذا المشروع من الشعوب العربية مسؤولية ما تؤول اليه الأحداث سواء داخل سوريا او تداعيات تلك التطورات على بقية الدول ومنها العراق بشكل اساس... وربما نشهد اجتماعات أقرب إلى مؤتمر القاهرة ١٩٢١ لوزارة المستعمرات البريطانية لوضع استراتيجية جديدة لإدارة الشرق الأوسط الجديد. ما بين كل هذا وذاك... الجميع يبحث عن مصالح واستثمار سياسي فيما يحصل .. او يمكن أن يحصل.. السؤال من هذه المواعظ السورية الخمس.. هل اتعظ بعض أمراء الطوائف في غرناطة العراق الجديد ؟؟ ام ينتظرون ما يمكن أن يكون في ترديد معزوفات الآخرين بعقلية ( المهوال) في الاقطاع السياسي لمفاسد المحاصصة؟؟ وهل يمكن توقع مبادرة جديدة للمرجعية الدينية العليا؟؟؟ ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!! |
المشـاهدات 604 تاريخ الإضافـة 15/12/2024 رقم المحتوى 57004 |