الخميس 2024/12/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 6.95 مئويـة
نيوز بار
طوباوية التعليم العالي !
طوباوية التعليم العالي !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عباس الغالبي
النـص :

 

 

لعل من الطبيعي ان تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الى ترصين الجانب البحثي سعياً منها للحاق بركب التطور العلمي في العالم وولوج جامعاتها واساتذتها منصات المستوعبات العالمية في النشر الرصين ضمن المجلات المفهرسة ، حيث تعمد الوزارة الى حث اساتذتها  بضرورة النشر في تلك المجلات والمنصات العالمية الرصينة ، ولكن واقع الحال وبسبب ابتعاد العراق لفترات ماضية طويلة بسبب الظروف السياسية واختلال الموازين العلمية ضمن مسارات البحث العلمي ومخرجاته جعلت الباحث العلمي الرصين التواق الى ارتقاء تلك المنصات العلمية ازاء مفارقات هي عزوف تلك المنصات ومجلاتها عن النشر للباحثين العراقيين حتى وان كانت بحوثهم  تنماز بالكفاءة والرصانة  والمعيارية العلمية ( الا مارحم ربي ) ، وهذا الامر اصبح  حالة مألوفة ولاسيما المجلات الامريكية والبريطانية والكندية ضمن مستوعبات سكوباس ، وعلى الرغم من هذه التعقيدات راح الباحث العراقي يذهب صوب مستوعبات أخرى عله يجد ضالته فيها ، ولكنها لاتمتع برصانة مثل المجلات التي ذكرت بسبب الفيتو الذي عادة مايواجهه معظم الباحثين العراقيين من تلك المجلات الرصينة ، وان المجلات الاخرى سرعان ماتختفي من مستوعبات سكوباس وتنتهي صلاحيتها مما يضع الباحث العراقي ازاء جدلية الفيتو من المجلات الرصينة من جهة وهشاشة المجلات الاخرى وقصر مكوثها في سكوباس من جهة أخرى .

وازاء ماتقدم فهل من الطبيعي ان تضع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي معايير جديدة في تقييم الجودة سواءً على مستوى تقييم الجودة السنوي للاستاذ الجامعي او على مستوى الترقيات العلمية ، بأن يكون التقييم السنوي من 70 %  ، و30%  للنشر ضمن مستوعبات سكوباس مثلاً وبشكل فجائي لهذا العام ، وهذا  ماجعل الطيف الاوسع من الاساتذة الجامعيين يعترضون على مثل هكذا قرارات فجائية وبهذا الشكل المبالغ فيه ولاسيما لاساتذة الاقسام الانسانية وخصوصاً من اختصاصات اللغة العربية ، حيث نقول لابد للجامعات ان يكون لها رأياً  بهذا  الاتجاه فليس بالضرورة ان يكون من وضع هذه المعايير في الوزارة على صواب ونحن قلنا ونقولها على الدوام ان السعي الى اللحاق بركب التطور العلمي بحثاً واستقصاءً ضرورة قصوى لابد منها وهي السبيل لأن تكون جامعاتنا وتدريسيبها في مراتب الرقي العلمي المنشود لكن ماعرضناه من ظروف عصفت بالباحث العراقي بسبب الازمات الخانقة وهي خارجة عن ارادته جعلته في موقف لايحسد عليه بالمعنى العام المتعارف عليه علمياً لكن ان تكون هناك طفرة  علمية استثنائية هنا او هناك فهذا ليس بغريب عن الانسان العراقي التواق الى العلم  والمعرفة منذ الازل ، ويبقى التعامل المعياري ليس بهذه المبالغة فالسعي لابد ان يكون بشكل تدريجي وصولاً للهدف الاسمى ، ولعل من المفارقات العلمية في الوزارة هو تسهيل اجراءات معادلة الشهادات الخارجة من الجامعات الابرانية واللبنانية والدول الاجنبية الاخرى ممن هي في تسلسلات عالمية في مراتب متأخرة جداً وعلى شكل أفواج تتبعها أفواجاً ، وفي ذات الوقت تعمل على وضع هذه المعايير المبالغ فيها فجأة امام الباحث العلمي تقييماً سنوياً وترقيةً وهذا ماكان مثار تحفظ واعتراض الطيف الاوسع من التدريسيين في الجامعات العراقية  ، فالوصول للمثالية في قضية البحث العلمي لايمكن ان تكون من خلال طوباوية لاتتعامل مع الواقع المعيش لمسارات البحث العلمي في الجامعات العراقية بواقعية تامة .

المشـاهدات 72   تاريخ الإضافـة 15/12/2024   رقم المحتوى 57005
أضف تقييـم