النـص :
يُقال أن العباسيين عندما أسقطوا الدولة الأموية , نبشوا قبور عدد من خلفائها , وأحرقوا ما فيها , وبعض الجثامين علقوها كتعبير عن الإعدام والإنتقام.وفي (2003) في العراق نُبش قبر أحدهم وأحرق جثمانه للتعبير عن المشاعر العدوانية ضده.وفي سوريا بعد (8122024) , نبشوا قبر الرئيس السابق وأحرقوه , للتعبير عن النصر وإنتهاء حقبة الرعب والإمتهان.ويبدو أن سلوك نبش القبور له رمزية معينة عند البشر , وكأنه البلسم المشافي من أقياح الإنتقام المعتقة في أعماق دنياه.ولهذا يلجأ الخلفاء والقادة البارزون , لإخفاء قبورهم , لكي لا تتحول إلى شواهد رمزية , أو تنال النبش والإحتراق.والقبور المجهولة للعديد من الرموز تتوارد في كتب التأريخ وفي المدونات المعاصرة , فقبر الرئيس الليبي صار مجهولا , وقبله العديد من القادة تم دفنهم في أماكن غير معروفة للناس.تفسير هذا السلوك معقد ويتطلب دراسات موسعة , وهو لا يختصر على مجتمعاتنا , بل تجده في مجتمعات أخرى تدفن موتاها.نبش القبور تعد جريمة وهو سلوك محرم في الإسلام ” كسر عظم الميت ككسر عظم الحي”!!حتى المشي على القبر سلوك مكروه ومرفوض , فلماذا التجني على الأموات , والنيل منهم بعد أن تحولوا إلى رميم؟و “إكرام الميت دفنه” , و ” أذكروا محاسن موتاكم”!!فهل من الدين النبش والحرق لجثامين الموتى وهم من المسلمين؟!!العديد من الديانات الأخرى تحرق موتاها ولا تدفنهم , وأصحاب الديانات الإبراهيمية يدفنونهم , فكيف يجوز الإعتداء عليهم وحرقهم أو التمثيل بهم؟!!
|