الإثنين 2024/12/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 5.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش (( أتعرف ما تعني الكلمة.... ؟؟!!))
تقاسيم على الهامش (( أتعرف ما تعني الكلمة.... ؟؟!!))
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد السادة البصري
النـص :

كلمّا حاولتُ أن أكتبَ في هذا الموضوع الذي يشغلني والكثير من أقراني الذين يؤلمهم حقاً ما يجري في الساحة الثقافية من أمور تأخذ طرائق شتى  ومسمياتٍ عديدة ، أرجئ الكتابة إلى ما بعد وأقول :ــ مالي وللناس في أهوائهم ومشاربهم  ؟!

لكنني أعاود الهمّة في الكتابة لحظة إذ أقرأ منشوراً هنا وآخر هناك يخلو من أبسط أمور اللياقة الإنسانية ويجنح صوب السبّ والشتيمة والتسقيط وما إلى ذلك من كتابات ينفر منها كل ذو حسٍّ إنسانيٍّ سليم، إضافة إلى ما ينشر من كتابات تخلو من أبسط مقومات الجنس الذي كُتِبت فيه !!

الفيسبوك وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي جعلت الكثيرين ممن لا همَّ لهم ولا موهبة في ميدان الإبداع  يلجون من بوّاباتها ، لينشروا هنا وهناك ما يقرف النفوس ويوجع القلوب بكثرة الأخطاء النحوية والإملائية ، بل والسرقات من هذا وذاك ،كذلك أضحت هذه الصفحات حائطاً لكلّ مريضٍ نفسيٍّ يفرغ قيئه كلمات وألفاظ نابيّة يشتم هذا ويسبّ ذاك أو يعطي رأيه وعلينا أن نوافقه الرأي مهما يكن صواباً أم خطأ وإلاّ تنزل علينا اللعنات ونعتبر ذيلاً خاضعاً لهذا وذاك ــ يا أخي إن كنت مريضاً فاحتفظ بمرضك لنفسك بعيداً عنّا لا نريد أن نصاب بالعدوى ــ

كما امتلأت بالألقاب والأسماء والصفات التي ما انزل الله بها من سلطان ،، الألقاب الشعرية والروائية والإعلامية والأكاديمية وما يصدّقه البعض من ألقاب ترميها عليه المؤسسات الوهمية، إضافة إلى المؤسسات الافتراضية التي تمنح الدروع والشهادات والألقاب وتقدّم الدعوات والزيارات لهذا البلد وذاك  بلا أدنى تقدير للكلمة وما تعنيه !!

( أتعرف ما تعني الكلمة ؟! ) هذا ما قاله الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته ذائعة الصيت ( الحسين ثائراً وشهيداً ) ،، للكلمة حرمة كبيرة علينا أن نعيها ونعطيها حقّها، لا أن نجعلها علكة على لسان الطارئين والمتحذلقين والباحثين عن وجاهة بلا أدنى حياء،ونظلّ في سباب واتهامات لهذا وذاك وكأننا في حلبة صراع الديكة !!

صفحات التواصل هذه، منحتهم إيّاها ــ اقصد الكلمة ــ بلا رقيب أو حسيب ، فالشاعر الفلاني والإعلامي العلّاني والكاتب الألمعي وووو ، إضافة إلى الشهادات التي تمنح بلا أي تقدير لما تعنيه الشهادة هذه كونها في الأدب أو الفن أو الإعلام تصوّروا أن الحقَّ لهم في كل شيء وعليهم أن يدلوا برأيهم في كل شيء وأن يسقّطوا ويشتموا مَنْ يشاءون بلا أدنى وازع من ضمير...!

سؤال يتبادر إلى الأذهان :ــ على أي معيار مُنحت هذه الشهادة وذاك اللقب وتلك الدعوة ومَنْ أعطاك الحقَّ أن تسيء إلى هذا وذاك  ؟!

إذا كان على معيار الفيسبوك،هذا الفضاء الافتراضي المليء بالشوائب والادّعاءات والكذب والنفاق فلنقرأ على الإبداع السلام ؟!!

وإذا كان على معيار الصداقة والاخوانيات وشيلني واشيلك فيا لبؤس هذه الشهادات وتلك الألقاب والمهرجانات والزيارات وما إلى ذلك إذا لم تحتكم إلى الأخلاق والإنسانية والضمير  ؟!

علينا أن نعي تماماً أن صفحات التواصل لن تخلق مبدعا وإنساناً حقيقيا في أي مجال من مجالات الإبداع مهما طال الزمان أو قصر ، ومهما كثرت الشهادات  والسفرات وعلت الألقاب !!

لا النشر المليء بالأخطاء والخالي من الفكر والخَلق الإبداعي يخلق شاعراً أو كاتباً أو إعلاميا وما شابه ذلك، ولا آلاف الاعجابات والتعليقات التي تؤشر لهذا وذاك  ولا حتى القراءة في هذا المحفل وتلك البلاد أيضا !!

لم أتطرق لهذا الموضوع لولا حرصي الكبير على الثقافة بشكل عام، والإبداع الأدبي بكلّ مجالاته بشكل خاص ، لكثرة ما أقرأ ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي من كلام يكسر خواطر الكثيرين من الناس ويجرح مشاعرهم لسبب وبلا سبب سوى أحدهم يريد أن يفرد عضلاته وينفش ريشه متبختراً وكأن الرب لم يخلق غيره  !!

أتمنى أن يأخذوا بنصيحتي ويعيدوا حساباتهم ويواصلوا القراءة والتعليم الإنسانيين، حيث أنهم سيفهمون حينها حقيقة ما أقول ، وعندها يبدءوا بكتابة ما يجبر الخاطر ويشيع ثقافة المحبّة والجمال في كل مكان إذا كانت ثمة موهبة حقيقية لديهم !!

الإنسانية هبة ربّانية كالبذرة ، تنمو شيئا فشيئا منذ لحظة الولادة الأولى وتكبر كلما سُقيت أخلاقاً ومبادئ وصُقلت بالقراءة والمتابعة والتواصل الإنساني الحقيقي في هذا المجال أو ذاك ، !!

المشـاهدات 28   تاريخ الإضافـة 22/12/2024   رقم المحتوى 57315
أضف تقييـم