في الوقت الذي ما زالت فيه معظم الأحياء السكنية تعاني من شحة المياه وعدم وجود شبكات أنابيب نظامية ، استشرت مؤخرآ ظاهرة شطر الدور السكنية وتحويلها إلى ثلاث شقق أو أكثر راحت تستنزف حصص الدور المحددة وفق التصاميم الأساسية ، وما زالت هذه (المجزرة) غير الحضرية تتواصل بعيدآ عن الرقابة البلدية .. ومع اتساع هذه الظاهرة التي أجهزت على معظم الخدمات التحتية ، بما فيها شبكات المجاري والإسالة والكهرباء ، راح العديد من سكنة هذه الأحياء يمارسون بعض الحالات السلبية والتجاوزات التي تستنزف الطاقة الكهربائية ومياه الشرب التي أصبحت شحيحة أصلآ بعد هذه الانشطارات السكنية بعيدآ عن الرقابة ، التي ما زالت غائبة منذ السقوط ودخول القوات المحتلة .. فقد اتسعت ظاهرة استخدام المضخات الكهربائية لسحب المياه من الشبكة الرئيسية لغسل المركبات وسقي الحدائق أو الشجيرات المغروسة أمام الدور ، ورش محرمات الأزقة والأرصفة ما أدى إلى امتصاص حصة العوائل التي لم تستخدم هذه المضخات ، وراحت تبحث عن حاجتها من المياه من مصادر بعيدة وربما تكون ملوثة وغير صحية !!

ولم تقتصر هذه الظاهرة على بعض أحياء بغداد السكنية فقط ، وإنما راحت تنسحب إلى معظم المدن في البلاد ، ولا يمكن الحد منها بالوسائل التقليدية غير المجدية ، لأن مصادرة مضخة واحدة أو أكثر لا تعالج المشكلة الحقيقية ، ويبقى المخالفون يستخدمون هذه المضخات لغسيل مركباتهم في الأزقة على الأرصفة ، كما أن التوجيه والإرشاد لا يفيدلن مع هكذا نماذج ، فلا بد من ملاحقة هؤلاء ومحاسبتهم وقطع المياه عن منازلهم وعدم إعادتها الا بعد ربطهم بتعهدات حازمة ومصادرة جميع وسائل التجاوز ، وإلا فإن هذه الظاهرة سوف تستمر ، ومياه الإسالة سوف تهدر .. وتبقى العوائل المجاورة تعاني من شحة المياه وانقطاعها إلا بعد معاناة ..

وهذا ما هو حاصل حاليآ في العديد من الأحياء والمحلات السكنية ..