النـص : كتب ـ زيدان الربيعي
حقق المرحوم علي كاظم، نجم الكرة العراقية الأول في العقد السبعيني من القرن الماضي حضوراً مميزاً في أول مشاركة للمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم في بطولات الخليج، وهي البطولة الرابعة التي جرت في الدوحة عام (1976).وبرغم أنَّ المنتخب العراقي أضاع لقب تلك البطولة، إلا أنَّ نجمه وهدافه الكبير علي كاظم، كان قد مثل الشعلة المضيئة التي أضاءت عتمة فقدان اللقب عند الجمهور العراقي الذي لم يزل حتى الآن يشعر بحزن كبير جداً عندما يتذكر تفاصيل الخسارة غير المتوقعة والقاسية أمام المنتخب الكويتي (2 – 4) في المباراة الفاصلة.حيث حصل علي كاظم على ثلاثة ألقاب في تلك البطولة، إذ حصل على لقب أفضل لاعب فيها، برغم أنَّ تلك البطولة كانت تعج بالنجوم الكبار ولاسيما نجوم المنتخبين العراقي والكويتي، إذ كان المنتخبان يضمّان خيرة اللاعبين الكبار، إلا أنَّ ما قدمه علي كاظم من فنون كروية رائعة جداً، وما سجله من أهداف غاية في الروعة، جعل الجميع يمنحونه لقب اللاعب الأفضل.ولم يكتف علي كاظم بذلك اللقب فقط، بل عززه بلقب آخر عندما حصل على لقب أفضل مهاجم في تلك البطولة، متفوقاً على أسماء كبيرة، فقد كان خط هجوم المنتخب العراقي يضم خيرة المهاجمين أمثال فلاح حسن، أحمد صبحي، ثامر يوسف، علي حسين محمود، المرحوم كاظم وعل، بينما تألف هجوم المنتخب الكويتي من الرباعي التاريخي جاسم يعقوب، فيصل الدخيل، عبد العزيز العنبري، فتحي كميل، إلا أنَّ علي كاظم كان هو الأفضل والأبرز من بين كل مهاجمي منتخبات الخليج السبعة.لقب ثالث حصل عليه علي كاظم، وهو حصوله على المركز الثاني في قائمة الهدافين برصيد ثمانية أهداف مناصفة مع المهاجم الكويتي فيصل الدخيل، ولولا نجاح اللاعب الكويتي جاسم يعقوب بتسجيل هدفه التاسع بالبطولة في مرمى رعد حمودي، حارس مرمى منتخبنا في المباراة الفاصلة، لكان علي كاظم هدافاً لتلك البطولة بالاشتراك مع الدخيل ويعقوب.لقد قدّم علي كاظم في تلك البطولة أجمل صورة كروية، فقد كان متعاوناً مع زملائه في خط الهجوم، كما كان جلاداً لحراس المرمى عبر تسديداته الصاروخية التي كانوا يعجزون عن التصدي لها، حيث سجل معظم أهدافه الثمانية بطرق فنية جميلة، فضلاً عن قيامه بتهيئة الكرات إلى زملائه المهاجمين، ولم يقتصر دوره على ذلك، بل كان يقوم بالتراجع إلى خط الدفاع عندما يفقد المنتخب العراقي الكرة، وبرغم أنه كان الهداف الأول للمنتخب، إلا أنه كان يقوم بتنفيذ ضربات الزاوية بشكل قوي جداً، حيث كان المهاجمون يستغلون تلك الفرص بشكل جيد.علي كاظم كان يمثل الورقة الرابحة بيد مدرب المنتخب العراقي آنذاك، الإسكتلندي الراحل داني ماكلنن، إذ كان الأخير يعتمد عليه بشكل كبير في تنفيذ الطريقة التي يلعب فيها.
|