الجمعة 2025/1/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 7.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق تناقض اجراءات حل الازمات
في الهواء الطلق تناقض اجراءات حل الازمات
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

 

اختنقت العاصمة بغداد بعشرات المجمعات السكنية واستقطاب آلاف السكان من المحافظات خلال العشرين سنة الماضية من دون معرفة رأي امانة  ومحافظة بغداد ووزارة التخطيط ومدى توافق هذا الاكتظاظ السكاني مع التخطيط السكاني والعمراني.

ومن المعلوم ان هذه المجمعات تحتاج الى طاقة كهربائية وماء ومجاري وبنى تحتية في وقت تعاني منه العاصمة من عدم توفر الخدمات المذكورة بشكل يلبي حاجة السكان بما معناه ان اي اضافات جديدة ستنعكس سلباً على واقع الخدمات المتردية اساساً.

ولن تجد نفعاً والحال تلك المشاريع الخدمية التي اطلقتها الحكومة في توسعة الشوارع وانشاء الطرق والجسور الجديدة ، فمن باب تسعى الحكومة الى فك الاختناقات المرورية وتحسين واقع الخدمات ، ومن باب اخر تتوسع جهات اخرى بمنح الاستثمارات لانشاء مجمعات سكنية في قلب العاصمة وفي مناطق هي اصلاً سكنية فماذا تعني هذه التناقضية في الاجراءات؟!

الجميع يعلم ان التوسع في المدن يبدأ من الاطراف واستثمار المساحات الشاسعة غير المستغلة لسحب الضغط من المركز وما مشروع مجمع بسماية السكني سوى مثال ناجح وهناك عشرات الاراضي المتاحة للاستثمار فلماذا يعطى المجال لاستثمارات ضاغطة على التخطيط العمراني بدلا من التوسع في الحلول الفاكة للاختناقات؟!

الاستثمار في بطن العاصمة يعطي موارد ومكاسب مضاعفة عن الاستثمارات على اطرافها حتى ان سعر الوحدة السكنية (شقة) وصلت الى نصف مليار دينار في وسط بغداد وهو سعر يضاهي سعر مزرعة في ارقى بلدان العالم ذات التخطيط السليم ، اذن الاستثمارات الجشعة يقف خلفها من يسعى الى تحقيق مكاسب مالية على حساب الدولة وراحة الشعب ولا يبالي بالفوضى والتبعات التي ستسببها تلك المشاريع المؤذية ما دامت انها تحقق الارباح الفاحشة كما انها مشاريع لا تستهدف التخفيف من ازمة السكن لانها غير معقولة لعامة الناس ولن يستقد منها المواطنين من الطبقتين الوسطى والفقيرة لان اسعار تلك الوحدات السكنية اشبه بالخرافية بالنسبة لهم ، فتلك المجمعات معروفة لمن بنيت ومن هم سكانها ومن اين لهم كل هذه المبالغ المالية الطائلة.

على الحكومة ان تضع حداً لهذه القضية وتوقف تراكماتها لانها تتناقض مع مساراتها والمسارات الصحيحة لتخطيط الدولة وان تسحب الضغط من المركز الى الاطراف او حتى تفكر في استحداث محافظة جديدة ان اقتضت الامور وتستثمر الاراضي الشاغرة وتستصلحها.

الصحيح واضح والخطأ اوضح في هذه المرحلة التي يمر بها العراق والتصدي للمسؤولية ليس بالامر الهين والاصلاح اصعب من الخراب لان اهل الخراب اعم واشمل من اهل الاصلاح ، اعان الله الساعين للاصلاح وسود الله وجوه الفاسدين والمفسدين الذين حتماً ستكون نهايتهم كنهاية سابقيهم واتعس.

المشـاهدات 75   تاريخ الإضافـة 31/12/2024   رقم المحتوى 57620
أضف تقييـم