في الاسبوع الماضي ودّعنا عاماً واستقبلنا آخر ،، حينها كنّا نودّع أياماً مليئة بالحكايات والاحداث والمواقف  الحزينة والسعيدة وما الى ذلك،، ونستقبل أياماً نتمنّا أن تتكلل بالسعادة والخير والأمان !!

 كل عام وفي مثل هذه الايام بعد ان نملأ لحظاتنا بالتهاني والتبريكات والامنيات نجلس ، لنقلّب كلّ ما مرّ في أيامنا المنصرمة والتي سجّلت احزانها وافراحها وما لها وما عليها لحظة بلحظة في دفتر اعمارنا ، نستعرض الشريط السينمي لقطة لقطة ومشهداً مشهدا !!

اليوم وأنا أستعرض شريط الايام التي انقضت ، تنزل الدمعة من فوق جفوني لتستقر ابتسامة أمل وأحلاماً وردية  على شفاهي ،، وتصعد الابتسامة لتستقر دمعة حزنٍ على فقد عزيز  ما !!

في شريط العام  الذي رحل ، وقفت أتأمل بألمٍ    أياماً قضيناها نحلم بغد مليء بالأفراح والمسرّات ولكن انفرطت من بين أصابعنا كما الماء !!

كما توقفت وبفخر واعتزاز استذكر قبل سنوات ما قدّمه شبابنا الذين أعادوا للروح الوطنية معناها ، ونفخوا فيها الشجاعة والإقدام ليطيحوا بكل أحلام الفاسدين بثورة مازالت تتلألأ في سماوات العراق ، وتمنيت تحقيق النصر النهائي واقتلاع كل جذور الفساد ، وإعادة بناء الوطن لترفرف في سمائه عصافير المحبة والعمران والازدهار !!

كما تأملت حينها ما مرّ بنا من وباء كاد ان يفتك بالبشرية جميعا ووجوه اصدقائي واقاربي ومعارفي الذين رحلوا في قبل اربع سنوات !!! لكنني تأملت بصيص املٍ للفرح ، لهذا اقول : -

ما تزال الأيام المقبلة حبلى بالكثير من التباشير حتماً ، تعالوا نفتح صندوق الأمنيات ، ونفترش الأرض بالأحلام ، لنكتب على صفحة الماء ما نريد !!

هل تحقق حلم منها في الماضي ؟! بالتأكيد نعم !!

وهل نتمنى تحقيق ما تبقّى منها ؟! بالتأكيد نعم !!

ولكن بين التحقيق والتمنّي تظلّ هناك هواجس شتّى ، وبين هذه الهواجس يظلّ هاجس المحبة والسلام والتسامح والخير الذي تدور في خواطر الجميع ، والجميع بانتظارها ، وستتحقق حتما  !!

تباشير السنة الجديدة قناديل فرح تتلألأ في كل مكان ، ونجوم تضيء سماوات العراق بالمحبة والتآخي والعمل !!

ولأننا ننتظر هذه التباشير كل لحظة على بوابة العام الجديد هذا ،  سنظلّ نغنّي ونقول  :ــ تعالي ايتها الايام بكل ما فيك من حكايات نتمناها أن تكون أفضل وأجمل وأبهى وأحلى من كل ما مرّ من أيام !!

في السنة هذه  بالتأكيد سنفتح صناديق جديدة وحكايات جديدة وأعمالاً جديدة وأحلاماً جديدة ... ولكن  ..؟!!

سيبقى الحلم الأكبر هو انتصار الخير والمحبة والسلام وتحقيق الاماني  التي حَلُمَ بها الشباب الذين عبّدوا الدروب بدمائهم الزكية التي لوّنت ساحات التحرير والحبوبي والبحرية والصدرين والساعة والتربية والجسر ، ونوقد بعدالشموع لهم في كل بيت ، لأنهم الأمل والحلم والانتصار ، وهم الأمنيات كلها والفخر !!

سنظل نترقب القادم  ، ونعدد أحلامنا التي افترشناها لنقول للجميع :ــ كل عام والعراق وشعبه وأرضه وسماءه وهواءه وماءه وعصافيره وحماماته وأنهاره وسهوله وجباله واهواره وتراثه بألف خير وسعادة !!!!